للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فالثياب لستر العورة، والألوان زينة، ولباس الجنود ليس فيها زينة؛ لأنها ليست مقصودة، بل المقصود الخشونة والعمل.

وزينة النبات والأشجار من الأوراق والأزهار ليست مقصودة، إنما المقصود الحبوب والثمار.

وكذلك الدنيا ليست مقصودة، إنما المقصود الآخرة، وقد خلق الله الأسباب للابتلاء وهي زينة، وليس فيها النجاة، وإنما يميل إليها الغافلون من الأطفال والرجال والنساء، ومن لم يعرف مقصد حياته.

فالزينة شيء، والمقصد شيء، والمطلوب لباس التقوى:

فإذا بذل الإنسان الأسباب لأجل طاعة الله فاز، ومن نسي الطاعة وتعلق بالأسباب خسر.

لذلك مست الحاجة للدعوة وبيان المقصد الأعلى، فالأنبياء يرشدون أممهم إلى المقصد وهو عبادة الله وحده لا شريك له، فكل نبي قال لقومه: {قَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ} [هود: ٨٤].

فالله مقصود .. وأوامره مقصودة .. فيقدم الله على كل مطلوب .. وتقدم أوامره على كل شيء.

ولكن الكفار يجرون الناس إلى التعلق بالزينات، وترك المقصد، فكل من نسي المقصد تعلق بالزينات.؟

فقارون: {فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ} [القصص: ٧٩].

وهذه فتنة وشر، فقد خسف الله بقارون وبداره الأرض.

وفتن أهل الدنيا بما يغضب الله فقالوا: {يَالَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (٧٩)} [القصص: ٧٩].

والأحوال والمصائب تأتي على الأمة بسببين:

بسبب المعاصي والذنوب .. وبسبب ضعف الإيمان الذي يؤدي إلى التقصير في الأعمال والأوامر، كما قال سبحانه: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا

<<  <  ج: ص:  >  >>