الدين، فنبين مناقبهم وفضائلهم في خدمة الدين، لينشطوا ويرغبوا غيرهم في ذلك كما بين الرسول - صلى الله عليه وسلم - مناقب أصحابه أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، والزبير وسعد ومعاذ وأبي عبيدة وغيرهم رضوان الله عليهم، وفي ذلك إظهار لمحاسن أصحابه ليقتدى بهم.
فنظهر محاسن أصحابنا ونجمعها ونعلنها لخدمة الدين.
ونوقر ونحترم أهل الشورى، ونقدمهم في الرأي والمكان، خاصة ممن لهم قدم صدق في الدين، ممن بذلوا أنفسهم وأموالهم وأوقاتهم لخدمة الدين، ونعرف لهم فضلهم، ونعتني بهم أكثر من غيرهم؛ لأنهم يحملون المسؤولية وهم تحت الشورى، وهؤلاء يفيدون جميع الأمة، وبسببهم ينتشر الإيمان وتنتشر الأعمال في العالم، فحقهم كبير، وأجرهم عند الله عظيم.
ونجتنب في جميع الأحوال الطعن واللمز، والسب والشتم، فليس المؤمن بالطعان ولا اللعان، ولا الفاحش ولا البذيء.
ونقدم الرأي ونشير به على أساس الأمانة لمصلحة الدين، ومصلحة المسلمين، ومصلحة الإنسانية، نقدمه ونحن مستعدون للقيام به.
ونجلس في الشورى ونحن مستعدون للقيام بأي عمل من أعمال الدين نكلف به، وذلك ليحصل لنا أجر ذلك العمل وإن لم نكلف به، فإنما الأعمال بالنيات، ولكل امرئ ما نوى.
ونحترم الآراء في الشورى، ونسمعها كلها، ولا نحقر أحداً، ولا رأيه، ولا نكتم الرأي، بل نقدمه خدمة للدين، وبقدر صفاء القلب، وشدة الحب، وقوة الهم، تكون قوة الرأي، وقوة العمل، وقوة التضحية.
ونتجنب الإصرار على آرائنا والاستكبار على غيرنا، فالإصرار والاستكبار مرضان في قوم نوح الذين أهلكهم الله بعدما شكاهم نوح إلى ربه: {قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا (٥) فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا (٦) وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا (٧)} [نوح: ٥ - ٧].