فقوم نوح أصروا على رأيهم الباطل، واستكبروا عن الحق الذي جاء من الله، فنقول رأينا بصدق، ونسمع من الآخرين، والله يلهمنا الصواب منهما.
ومن الآداب: عدم الإعجاب بالنفس أو الرأي بل يكون عنده الاستعداد إن أخذ منه الرأي، وكان علي - رضي الله عنه - يجلس خلف المجلس ويسأله عمر - رضي الله عنه - أخيراً .. ماذا ترى يا أبا الحسن؟.
فإن أخذ أهل الشورى برأي أحدنا استغفرَ الله؛ لأنه قد يكون خطأ، وإن لم يأخذوا برأيه جزم بأن رأي غيره أصوب منه، وبذلك يسلم ويطرد العجب عن نفسه.
ونقدم الآراء في الشورى لمصلحة الدين بحرية كاملة مع احترام آراء الآخرين.
وتارة نسمع الآراء ثم يأتي الفصل كما سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - الآراء في أسارى بدر ثم فصل بأخذ الفدية وإطلاقهم، وكما سمع الآراء في الخروج إلى قريش في أحد ثم فصل بالخروج إليهم.
وتارة يفصل النبي - صلى الله عليه وسلم - برأي واحد كما أخذ برأي سلمان - رضي الله عنه - في حفر الخندق، وفصل به؛ لأنه لا يعرفه غيره.
ونتوجه إلى الله في جميع أمورنا، نتوجه إليه وحده في الشورى، ونستلهمه الرأي السديد لخدمة الدين، فالدين يحتاج إلى رأي كل فرد، كالبدن يحتاج إلى كل الجوارح.
فنطلب الجميع في الدعوة والجهاد .. والتعليم والشورى، فالجميع عليهم مسؤولية الدين.
وينبغي توحيد الفكر، واجتماع القلوب في الشورى، فنجتمع، ثم نتفكر، ثم نتفق، ثم نقوم بالعمل.
فالماكينة تؤدي وظيفتها وهي مكونة من مجموعة قطع وأجهزة، فهكذا أعمال الدين من عبادة ودعوة، وتعليم وجهاد، لا تزيد إلا بالاجتماع، وإذا حصلت الفرقة جاء الخلل والنقص كما حصل في أُحد، كما أن الآلة بفقد جزء منها