ونقبل المسؤولية مهما كانت، ولا نفزع منها، ولا نتأخر عنها، نقبلها تحملاً للأمانة، وأداء لها، ولا نقبلها من باب الحرص عليها فنوكل إليها ونعجز عنها، فنحن لا نطلبها ولكن لمصلحة الدين نتحملها، فالله يعيننا عليها، ونتحملها بنية نفع المسلمين، ولنكون سبباً لدخولهم الجنة.
والمستشار مؤتمن، والدين النصيحة، والأحوال والمسائل التي تظهر بسبب الجهد والدعوة لا بد من إظهارها في الشورى ليتم حلها، ولا تكتم المسائل، بل تُظهر ليعلم بها أهل الشورى، فيأتي عندهم الفكر في حلها، وتزول من النفوس، وتبقى مطمئنة مستعدة لأي عمل.
وكتمان المسائل والأحوال عن أهل الشورى يؤدي إلى سوء الظن، وسوء الفهم، وسوء العمل.
فتأتي الغيبة .. ثم تأتي الفرقة .. ثم يأتي الانقطاع والحرمان.
وإذا حصل سوء الفهم بسبب النسيان نعتذر ونقول: نسينا أن نخبرك فسامحنا.
والتفكر من أجل الدين، والشورى من أجل الدين، من أهم الأعمال وأجلها، فنجلس من أجل الدين يومياً، ونتشاور في مجال الدعوة كيف تنشر الهداية في العالم؟.
وبعد سماع الآراء يكون الفصل وأخذ الرأي السديد، ثم يكون بعد ذلك التنفيذ فوراً، وبذلك ينتشر العمل في العالم.
وبعد الشورى ننفق ما عندنا من الجهد والمال والوقت لتنفيذ ما فصل به في هذه المشورة: {وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (٣)} [البقرة: ٣].
فإذا اتفقوا أنفقوا على ما اتفقوا عليه مما رزقهم الله.
وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - مع كبار الصحابة رضي الله عنهم يتفكرون ويتشاورون كل يوم من أجل الدين ونشر الهداية في العالم.
وكان ستة من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - يتشاورون مع عمر - رضي الله عنه - أثناء خلافته في