المسجد النبوي من أجل الدين ونشره والجهاد من أجله، وما يقارب من ثلاثين ألفاً من المسلمين كانوا في الحركة في العالم، فكانت المسائل والأحوال تأتي من الخارج، من الميدان في أنحاء الأرض، وعمر - رضي الله عنه - يحملها لأهل الشورى، تارة للمهاجرين والأنصار كلهم، وتارة لبعضهم، حسب أهمية الأمر.
وبذلك انتشر الإسلام، واتسعت الفتوحات، ودخل الناس في دين الله أفواجاً؛ لأن في الصحابة كلهم ثلاثة أشياء:
فكر محمد ... وحياة محمد .. وجهد محمد - صلى الله عليه وسلم -.
فانتشر التوحيد والإيمان .. والعلم والعمل .. والأخلاق والآداب .. والسنن والأحكام .. كلها في وقت واحد .. لأنهم تيقنوا أنه كما أن العبادة على جميع الأمة .. فكذلك الدعوة على جميع الأمة.
والمجالس بالأمانة، فكل ما يجري في الشورى مما لا يصلح نشره ولا يليق إظهاره، فلا نظهره للناس، ونبشر ولا ننفر، ونتطاوع ولا نختلف، ونيسر الأمور، ونتوجه إلى الله بالدعاء في حل جميع المسائل.
ونقوم بالعمل، ونستمر فيه، حتى يحيا الدين كله في العالم كله.
ونستغفر من التقصير، فالعمل عظيم، والرب له حقوق.
والعبد عليه واجبات فيما يخص نفسه، وفيما يخص غيره، والتقصير حاصل في هذا وهذا.