للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا (٣٦)} [الأحزاب: ٣٦].

والأمة فيها الاستعداد لنشر الدين، بل الواحد منا عنده استعداد لكافة الأمة، ولكن ضاع الاستعداد في الغفلات والشهوات وحب الدنيا.

والآراء في الدين تلهم في القلوب حسب صفاء القلوب، وكم كان صفاء قلب عمر فينزل الوحي حسب رأيه.

والكبير يستشير الصغير؛ لأن الأمر يعود إلى الكبير، وتؤخذ الشورى ممن يقوم بالعمل لا ممن لا يقوم بالعمل ولا يعرفه، ونأخذ الرأي من الجميع، فمن لم نستشره كيف نستخدمه.

ولا نجتهد في العمل بل نعمل بالسنن كما وردت، ولا نحدث شيئاً لأنه يشوش الآخرين، كما أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - حذيفة أن يذهب إلى عسكر المشركين في غزوة الأحزاب ولا يحدث شيئاً، فذهب وجاء بالخبر، وفي صلح الحديبية أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - الصحابة بأشياء وصبروا على ما جاء في الصلح فكان بعدها الفتح الأعظم ودخول الناس في دين الله، والعواطف ولو كانت حسنة فإنها لا تقدم على الأوامر، ولا بد من اتحاد الفكر، واجتماع القلوب على المنهج الصحيح.

ونحن أدلاء، والله هو المربي، والتربية تكون بالصحبة، والصحبة لا تنفع إلا مع سلامة الصدر، وكذلك المشورة.

والمشورة عمل اجتماعي لمصلحة الدين، والمشورة تجمع القلوب، وتنشط الأفكار في قلوب الدعاة.

ونجعل الشورى عملاً اجتماعياً بأمرين:

الأول: أن نضحي بأوقاتنا، ونؤخر أشغالنا، ونحضر في الشورى، فالذي لا يحضر في الشورى كالذي لا يحضر الصلاة، والذي يحضر ويجتهد الله يلهمه المراشد لهداية الأمة كما قال سبحانه: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ (٦٩)} [العنكبوت: ٦٩].

فالأمة تجتمع في العبادات في الصلاة، وتجتمع على الدعوة بالشورى، فنحضر

<<  <  ج: ص:  >  >>