للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (١٢٠) وَلَا يُنْفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً وَلَا يَقْطَعُونَ وَادِيًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (١٢١)} [التوبة: ١٢٠، ١٢١].

إن الله عزَّ وجلَّ كريم يعطي المجاهدين على الظمأ جزاء .. وعلى النصب جزاء .. وعلى الجوع جزاء .. وعلى الخطى جزاء .. وعلى كل نيل من العدو جزاء .. يكتب به للمجاهد عمل صالح .. ويحسب به من المحسنين.

وكذلك على النفقة الصغيرة والكبيرة أجر .. وعلى الخطوات لقطع الوديان أجر .. أجر كأحسن ما يعمل المجاهد في الحياة.

ألا ما أجزل هذا العطاء من رب العالمين .. وما أوسع رحمته لعباده .. وما أعظم فضله عليهم.

خلقنا .. ورزقنا .. وهدانا .. واشترانا .. ووفقنا للعمل الصالح .. ويسره لنا .. وأعاننا عليه .. وحببه إلينا .. وأكرمنا بالإسلام .. وشرفنا بالدعوة إليه .. وضاعف لنا الأجر .. ووعدنا على ذلك الجنة: {ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (٤)} [الجمعة: ٤].

إن العبادة أمانة .. وإن دعوة الناس إلى الله أمانة .. وإن تعليم الناس أمانة، وإن الجهاد في سبيل الله أمانة .. ونحن فيها خلفاء .. وعليها بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - أمناء .. ونحن مسئولون عنها.

فعلينا جميعاً أن نقوم بأداء هذه الأمانات حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله.

وإذا اتسعت رقعة الأرض الإسلامية، وكثر عدد الرجال المستعدين للجهاد في سبيل الله، فقد آن أن توزع الجهود في الجهاد، وعمارة الأرض، والتجارة، وغيرها مما يحتاجه المجتمع المسلم، فهذه مرحلة أخرى، يصار إليها إذا صار الواقع كذلك كما قال سبحانه: {وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ (١٢٢)} [التوبة: ١٢٢].

<<  <  ج: ص:  >  >>