ومن سنة الله عزَّ وجلَّ في عباده أن الناس إذا غيروا ما بأنفسهم فانتقلوا من الكفر إلى الإيمان، ومن معصية الله إلى طاعة الله، غيَّر الله عليهم ما كانوا فيه من الشقاء والذلة والشدة، إلى الخير والسرور والغبطة والرحمة، وكذلك الله عزَّ وجلَّ لا يغير ما بقوم من النعمة والإحسان ورغد العيش حتى يغيروا ما بأنفسهم، فينتقلوا من الإيمان إلى الكفر، ومن الطاعات إلى المعاصي، ومن شكر النعم إلى البطر بها، فيسلبهم الله عند ذلك إياها: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ (١١)} [الرعد: ١١].
والإسلام كله تغيير العواطف من الأدنى إلى الأعلى:
من المخلوق العاجز إلى الخالق القادر .. ومن الدنيا إلى الدين .. ومن الاشتغال بالأموال والأشياء إلى المسارعة للإيمان والأعمال الصالحة .. ومن العادات والتقاليد إلى السنن والآداب الإسلامية .. ومن الدعوة إلى الأشياء إلى الدعوة إلى الله.