قاتل إلى يوم القيامة، كما قال سبحانه: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (٢٤) لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ (٢٥)} [النحل: ٢٤، ٢٥].
والتوبة من هذه الذنوب المتولدة بالندم عليها، والاستغفار منها، وعدم إجابة دواعيها، وحبس النفس عن ذلك.
فإن كان المتولد متعلقاً بالغير، فتوبته مع ذلك برفعه عن الغير بحسب الإمكان، ولهذا كان من تمام توبة الداعي إلى البدعة أن يبين أن ما كان يدعو إليه بدعة وضلالة، وأن الهدى في ضده، وأن يصلح العمل في نفسه، وأن يبين للناس ما أخفاه عنهم ليضلهم كما قال سبحانه: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ (١٥٩) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (١٦٠)} [البقرة: ١٥٩، ١٦٠].
وقد أكمل الله عزَّ وجل لهذه الأمة دينها، وتركها رسولها على المحجة البيضاء لا يزيغ عنها إلا هالك، ودلها على كل خير، وحذرها من كل شر.
وبناء على ذلك فكل بدعة في الدين مردودة لأمور:
أحدها: أن العقل الإنساني لا يستقل بمعرفة الحسن والقبح .. وما ينفع وما يضر .. ؛ لقصور فهمه من جهة .. وعدم قدرته من جهة .. ولما ينازعه من هوى وشهوات من جهة أخرى.
ومن هنا كان لا بدَّ من الوحي الإلهي، المنزه عن القصور والغفلة، والجهل والنسيان، فالعقل بمنزلة العين المبصرة، إن كان هناك ضوء أو نور أبصرت الأشياء بحسب قوتها أو ضعفها.
وكذلك العقل إن كان هناك وحي إلهي من كتاب أو سنة أدرك الأشياء على حقيقتها، وعرف مضارها ومنافعها.
الثاني: أن الله تبارك وتعالى قد أكمل لهذه الأمة المسلمة دينها، ولم يحوجها