أمر الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - فأنفذ جيش أسامة - رضي الله عنه -، وأرسل الجيوش لردِّ المرتدين إلى الدين، وقام لله فاستقامت له البلاد والعباد.
وحقيقة الصلاة:
هي الخشوع الكامل وقت الوقوف أمام الله جل علا في الصلاة.
وبذلك يحصل الفلاح كما قال سبحانه: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (١) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (٢)} [المؤمنون: ١، ٢].
فمن صلى بدون خشوع فإنه ليس من مقيمي الصلاة .. ومن صلى بدون اقتداء بالنبي - صلى الله عليه وسلم - فهو ليس من مقيمي الصلاة .. ومن صلى بدون إخلاص فليس من مقيمي الصلاة.
ويحصل الخشوع في الصلاة بالاهتمام بستة أمور:
الأول: حضور القلب، ومعناه التوجه إلى الله، وتفريغ القلب مما سواه.
الثاني: الفهم والإدراك لما يقرأ أو يسمع.
الثالث: التعظيم: ويتولد من أمرين:
معرفة جلال الله وعظمته وكبريائه .. ومعرفة حقارة النفس وخستها وجهلها وفقرها، وحاجتها إلى فاطرها، فيتولد من المعرفتين الانكسار والخشوع لله.
الرابع: الهيبة، وهي أسمى من التعظيم، فهي الخوف الذي منشؤه التعظيم وتتولد من المعرفة بقدرة الله وسطوته، وعظمته وجلاله، وتقصير العبد في حقه.
الخامس: الرجاء، وهو أن يكون العبد راجياً بصلاته ربه وثوابه وإحسانه، كما أنه خائف بسبب تقصيره من عقاب ربه عزَّ وجلَّ.
السادس: الحياء، ويتولد من شعور العبد بالتقصير في العبادة، مع رؤيته إحسان ربه إليه، وإنعامه عليه، وعلمه بعجزه عن أداء شكره وحقه.
فبهذه الأمور يصل المؤمن إلى الخشوع الكامل الذي قال الله عنه: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (١) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (٢)} [المؤمنون: ١، ٢].
فما أعظم فضل الله على عباده بالصلاة الجامعة لكل خير.