للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقراء إلى الله في إعدادهم بالقوى والأعضاء والجوارح.

فقراء إلى الله في إمدادهم بالأقوات والأرزاق، والنعم الظاهرة والباطنة.

فقراء إلى الله في جلب المنافع لهم، وصرف النقم والمكاره عنهم.

فقراء إلى الله في تعليمهم ما لا يعلمون، وعملهم بما يصلحهم.

فقراء إلى الله في تألههم لله، وحبهم له، وعبادتهم إياه.

فالخلق كلهم فقراء إلى الله بالذات، فلو لم يوفقهم لهلكوا، ولولا توفيقه لم يصلحوا، والله وحده له الغنى التام من جميع الوجوه، فلا يحتاج إلى ما يحتاج إليه خلقه، ولا يفتقر إلى شيء مما يفتقر إليه الخلق، وذلك لكمال ذاته وأسمائه وصفاته.

وقد أمرنا الله عزَّ وجلَّ بسؤاله تارة .. وبسؤال أهل الذكر تارة.

فنسأل الله الهداية، وكل ما نحتاجه من خيري الدنيا والآخرة كما قال سبحانه: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: ٦٠].

ونسأل العلماء وأهل الذكر عما اختصهم الله به، وأئتمنهم عليه من أحكام الدين ومسائله في شعب الحياة كلها كما قال سبحانه: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (٤٣)} [النحل: ٤٣].

وقد علمنا النبي - صلى الله عليه وسلم - كيف نسأل الله، وبين كيفية السؤال.

فتارة يكون بصيغة الطلب كما قال - صلى الله عليه وسلم -: «اللَّهُمَّ إِنَّكَ عفُوٌّ كَرِيمٌ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي» أخرجه الترمذي وابن ماجه (١).

وتارة يسأل بصيغة الخبر:

إما بوصف حاله كما قال موسى - صلى الله عليه وسلم -: {قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (١٦)} [القصص: ١٦].

وإما بوصف حال المسؤول سبحانه، كما قال موسى - صلى الله عليه وسلم -: {أَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا


(١) صحيح: أخرجه الترمذي برقم (٣٥١٣)، وهذا لفظه، صحيح سنن الترمذي رقم (٢٧٨٩).
وأخرجه ابن ماجه برقم (٣٨٥٠)، صحيح سنن ابن ماجه رقم (٣١٠٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>