وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ (١٥٥)} [الأعراف: ١٥٥].
وتارة بوصف حال الداعي والمدعو سبحانه، كدعوة ذي النون: {لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (٨٧)} [الأنبياء: ٨٧].
وأكمل أنواع الطلب:
ما تضمن حال الداعي .. وحال المدعو .. والسؤال بالمطابقة، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «اللَّهُمَّ! إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَبِيرًا - (وَقَالَ قُتَيْبَةُ: كَثِيرًا) وَلا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلا أنْتَ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ وَارْحَمْنِي، إِنَّكَ أنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ» متفق عليه (١).
وأمهات مطالب السائلين من رب العالمين أربع:
إما خير موجود .. فيطلب دوامه وثباته وأن لا يسلبه كالإيمان والأعمال الصالحة.
وإما خير معدوم .. فيطلب وجوده وحصوله كالوصول إلى الجنة.
هذا ما يتعلق بالخير .. أما الشر فنوعان:
شر موجود .. فيطلب من ربه رفعه كالذنوب والسيئات.
وشر معدوم .. فيطلب بقاءه على العدم، وأن لا يوجد.
وقد جاءت هذه المطالب كلها في قوله سبحانه: {رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ (١٩٣) رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ (١٩٤)} [آل عمران: ١٩٣، ١٩٤].
فقوله سبحانه: {رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا} لطلب دفع الشر الموجود، فإن الذنوب والسيئات شر.
وقوله: {وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ (١٩٣)} لطلب دوام الخير الموجود وهو الإيمان.
(١) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (٨٣٤)، ومسلم برقم (٢٧٠٥) واللفظ له.