وانكشف علم الله فيه، ومن عصى دخل النار، وانكشف علم الله فيه.
والخلق بالنسبة للطاعات والمعاصي أربعة أقسام:
الأول: من لهم طاعات ومعاصٍ، وهم الثقلان: الجن والإنس.
الثاني: من ليس لهم طاعات ولا معاصٍ، وهم غير العاقل من جماد ونبات وحيوان.
الثالث: من لهم طاعات ولا معاصي لهم، وهم الملائكة.
الرابع: من لهم معاصي ولا طاعات لهم، وهم إبليس وذريته.
والله تبارك وتعالى هو العلي العظيم، وهو الغفور الرحيم، وهو الذي أحاط بكل شيء علماً، وله خزائن السموات والأرض، وهو خالق كل شيء، وهو رب العالمين: {سُبْحَانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بِهَذَا أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (٦٨)} [يونس: ٦٨].
وإن من اتصف بهذه الصفات لحقيق بأن يكون الحب كله له، والتعظيم كله له، والإجلال كله له، والطاعات كلها له.
وأن يذكر فلا ينسى .. ويطاع فلا يعصى .. ويشكر فلا يكفر.
وأهل الطاعة هم المنعم عليهم في الحقيقة، ويجب عليهم من الشكر أضعاف ما على غيرهم، وإن توسدوا التراب، ومضغوا الحصى، فهم أهل النعمة المطلقة.
ومن خلى الله بينه وبين معاصيه .. فقط سقط من عينه، وهان عليه وإن وسع الله عليه في الدنيا، ومد له من أسبابها، فإنهم أهل الابتلاء في الحقيقة: {فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِينٍ (٥٤) أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ (٥٥) نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَلْ لَا يَشْعُرُونَ (٥٦)} [المؤمنون: ٥٤ - ٥٦].
والطاعة بذاتها فوز عظيم، فهي استقامة على منهج الله، والاستقامة على منهج الله فيه الراحة والطمأنينة.
والاهتداء إلى الصراط المستقيم الواضح سعادة بذاته، ولو لم يكن وراءه جزاء