للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي جميع أحواله زيادة بركة ونماء .. وفي أعماله زيادة توفيق.

ثم بعد ذلك يقدم على الثواب الآجل عند ربه كاملاً، لم تنقصه هذه الأمور.

ومع أنه سبحانه شاكر، فهو عليم بمن يستحق الثواب الكامل بحسب نيته وإيمانه وتقواه ممن ليس كذلك.

وبالطاعات تصلح أحوال الإنسان في الدنيا والآخرة .. وبالمعاصي تفسد أحوال الإنسان في الدنيا والآخرة.

فالبهائم إذا أكلت الحشائش، والسباع إذا أكلت اللحوم، صح مزاجهما، وإذا علفت البهائم اللحم، وعلفت السباع الحشائش، فسد مزاجهما.

وكذلك الإنسان إذا باشر أعمالاً صالحة صلح مزاجه الملكي، وإذا باشر أعمالاً سيئة فسد مزاجه الملكي.

فلصلاح الإنسان يجب عليه الإيمان بالله، وطاعة الله ورسوله في كل حال، وفعل الأوامر، واجتناب النواهي.

والحيوان مجبول على أكل ما ينفعه، واجتناب ما يضره، أما الإنسان فقد أعطاه الله العقل، وأنزل عليه الكتب، وأرسل إليه الرسل، وبين له ما ينفعه وما يضره، وترك له حرية الاختيار امتحاناً وابتلاءً.

والطاعات كلها منافع، فالسموات والأرض، والشمس والقمر، والحيوان والنبات، كلها أطاعت فنفعت، وخرج منها من المنافع ما لا يعلمه إلا الله.

وكذلك الإنسان كلما أطاع الله نفع نفسه وغيره، وخرج منه من المنافع ما لا يعلمه ولا يحصيه إلا الله من العبادة، والدعوة، والتعليم، والإنفاق، وأعطاه الله من خزائنه ما يريد.

<<  <  ج: ص:  >  >>