الخسف بالقلب كما يخسف بالمكان وما فيه، فيخسف به إلى أسفل سافلين وعلامة الخسف بالقلب: أنه لا يزال جوالاً حول السفليات، والقاذورات، والرذائل، كما أن القلب الذي رفعه الله وقربه إليه لا يزال جوالاً حول العلويات، والطاعات، والطيبات.
وأصول الخطايا كلها ثلاثة:
الأول: الكبر .. وهو الذي صير إبليس إلى ما صار إليه.
الثاني: الحرص .. وهو الذي أخرج آدم من الجنة.
الثالث: الحسد .. وهو الذي جر أحد ابني آدم على قتل أخيه، وأول ذنب عُصي الله به في الأرض.
ومن وقي شر هذه الثلاثة فقد وقي الشر، فالكفر من الكبر، والمعاصي من الحرص، والظلم من الحسد.
وقد دخل الناس النار من ثلاثة أبواب:
باب شبهة أورثت شكاً في دين الله.
وباب شهوة أورثت تقديم الهوى على الهدى.
وباب غضب أورث العدوان على خلق الله.
فللسعادة والنجاة في الدنيا والآخرة لا بد من طاعة الله ورسوله، وكلما ازداد المسلم من طاعة الله ورسوله ازداد خيره وكماله، وارتفعت درجته عند الله لزيادة إيمانه وأعماله كما قال سبحانه: {وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ (١٥٨)} [البقرة: ١٥٨].
والله شكور يقبل اليسير من العمل، ويجازي عليه بالأجر العظيم.
فمن أطاعه أعانه على ذلك .. وأثنى عليه ومدحه .. وجازاه في قلبه نوراً وإيماناً وسعة .. وفي بدنه قوة ونشاطاً وعافية.