القيامة كافر، ويقال له هذا فداؤك من النار، ويرث مكانه في الجنة.
وهكذا المؤمن في الدنيا يسلط عليه من الابتلاء والامتحان والمصائب ما يكون فداءه من عذاب الله يوم القيامة، أو يكون فداءً له من شرور أكثر منها في هذا العالم أيضاً.
فسبحان الحكيم العليم، اللطيف الخبير: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا (١٢)} [الطلاق: ١٢].
والله تبارك وتعالى خالق كل شيء، خلق الملائكة والإنس والجن والشياطين، وجعل لكل منهم أعمالاً وأوامر، وهم يوم القيامة أربعة أصناف:
خلق كلهم في الجنة وهم الملائكة .. وخلق كلهم في النار وهم إبليس وذريته من الشياطين .. وخلق بعضهم في الجنة، وبعضهم في النار وهم الجن والإنس.
فهؤلاء الإنس والجن هم الذين أرسل الله إليهم الرسل، وأنزل عليهم الكتب، وأمرهم بعبادته وطاعته.
فمن قيد حريته منهم في الدنيا بمنهج الله، أطلق الله حريته في الآخرة، فيستدعي في الجنة من النعمة ما شاء، في أي وقت شاء، بأي قدر شاء .. ومن أطلق حريته في الدنيا بما شاء، وأعرض عن منهج الله، قيد الله حريته في الآخرة، ونال في سجن جهنم ألوان العذاب جزاءً وفاقاً.
والإنس والجن من مات منهم على الكفر، فهذا مخلد في النار.
والمؤمن المحسن منهم إذا مات على ذلك، فهذا في الجنة.
والمؤمن المذنب إذا مات تائباً، فهذا في الجنة كذلك.
أما المؤمن المذنب الذي مات قبل توبته:
فآيات الوعد في القرآن والسنة لفظها العموم، والمراد بها الخصوص، فهي في المؤمن المحسن، وفي التائب من الذنب، وفيمن سبق في علم الله العفو عنه.
وآيات الوعيد لفظها العموم، والمراد بها الخصوص، فهي في الكفار