للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأنه يستحيل أن يكون له شريك في أسمائه وصفاته وفي خلقه وأمره.

وأن الملك والقدرة والقوة والعزة كلها لله الواحد القهار، وأن ما سواه مربوب مقهور له ضد ومناف ومشارك، والله حكيم عليم.

فخلق سبحانه الرياح وسلط بعضها على بعض تصادمها وتكسر سورتها.

وخلق الماء وسلط عليه الرياح تصرفه وتكسره.

وخلق النار وسلط عليها الماء يكسرها ويطفئها.

وخلق الحديد وسلط عليه النار تذيبه وتكسر قوته.

وخلق الحجارة وسلط عليها الحديد يكسرها ويفتتها.

وخلق آدم وذريته وسلط عليهم إبليس وذريته.

وخلق إبليس وذريته وسلط عليهم الملائكة، يشردونهم كل مشرد، ويطردونهم كل مطرد، ونجوم السماء والشهب التي ترجمهم عند استراق السمع.

وخلق سبحانه الحر والبرد، والشتاء والصيف، والليل والنهار، والرطب واليابس، وسلط كل واحد منهما على الآخر يذهبه ويقهره.

وخلق سبحانه النبات والحيوان والطير، في البر والبحر، وسلط بعضها على بعض، فلكل واحد منها مضاد ومغالب وقاهر.

فسبحان الحكيم الخبير الذي خلق كل شيء، المالك لكل شيء، القاهر لكل شيء: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَيَوْمَ يَقُولُ كُنْ فَيَكُونُ قَوْلُهُ الْحَقُّ وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (٧٣)} [الأنعام: ٧٣].

فاستبان للعقول والفطر أن الحكيم العليم سبحانه هو القاهر الغالب وحده لجميع المخلوقات، فهو خالقها ومالكها ومصرفها، وكلها تحت قهره وأمره.

ومن تمام ملكه إيجاد العالم على هذا الوجه، وربط بعضه ببعض، وابتلاء بعضه ببعض، وامتزاج بعضه ببعض، وقهر بعضه ببعض، وإحواج بعضه إلى بعض، وامتزاج خيره بشره، وجعل شره لخيره الفداء، ولهذا يدفع إلى كل مؤمن يوم

<<  <  ج: ص:  >  >>