وليس ألم من ضرب في كل مسخوط لله بسهم وعقوبته كألم من ضرب بسهم واحد في مساخطه سبحانه: {الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يُفْسِدُونَ (٨٨)} [النحل: ٨٨].
والحياة الطيبة تحصل للعبد بالإيمان والأعمال الصالحة من عبادة، ودعوة إلى الله، وتعليم للدين، وحسن خلق، وامتثال أوامر الله واجتناب نواهيه كما قال سبحانه: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (٩٧)} [النحل: ٩٧].
والحياة الطيبة ليست في الدنيا فقط، بل هذه الحياة الطيبة تزداد طيباً وحسناً كلما انتقل من مرحلة إلى أخرى.
فيسعد المؤمن بذلك في الدنيا .. ثم تزداد سعادته عند سكرات الموت، حين تنزل عليه الملائكة تؤنسه وتبشره بالجنة .. ثم تزداد سعادته في القبر حيث يجعله الله روضة من رياض الجنة .. ثم تزداد سعادته في الحشر، حيث يزداد طيباً وحسناً وطمأنينة .. ثم تبلغ سعادته كمالها حين يدخل الجنة، ويفوز برؤية مولاه ورضاه.
وهكذا الإنسان يفسد حياته بنفسه، فكلما أساء في عمله ساءت أحواله، وجاءت عليه المحن والمصائب .. ثم زادت عليه عند الموت.
ثم تزداد في القبر .. ثم تزداد عند الحشر .. ثم تزداد وتبلغ كمالها حين يدخل نار جهنم، ويبوء بسخط الله وغضبه ولعنته.
والحياة الطيبة لا تكون بالأموال والأشياء، ولو كانت تحصل بالأموال لكان قارون أسعد الناس، لكن الله خسف به وبداره الأرض؛ لأنه لم يكسبها ولم يصرفها حسب الإيمان فأهلكه الله وإياها: {فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ (٨١)} [القصص: ٨١].
ولو كانت الحياة الطيبة تحصل بالزراعة لكان قوم سبأ أول من تصلح وتطيب