للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإن هلك فالفوز العظيم، والله سبحانه لا يضيع ما تحمَّل عبده لأجله، فيوسف - صلى الله عليه وسلم - لما ترك امرأة العزيز لله، واختار السجن على الفاحشة، عوضه الله أن مكَّنه في الأرض.

والشهداء في سبيل الله لما خرجوا عن نفوسهم لله، جعلهم الله أحياء عنده يرزقون، وعوضهم عن أبدانهم التي بذلوها لله أبدان طير خضر، جعل أرواحهم فيها تسرح في الجنة حيث شاءت، وتأوي إلى قناديل معلقة بالعرش.

ولما تركوا مساكنهم له عوضهم مساكن طيبة في جنات عدن.

والمعين على الطاعات هو الله وحده .. والحافظ من المعاصي هو الله وحده .. والموفق لكل خير هو الله وحده .. والحافظ من كل شر هو الله وحده لا شريك له.

فلا يركن العبد إلى نفسه وصبره، وحاله وعفته، وعلمه وذكائه، ومتى ركن إلى ذلك تخلت عنه عصمة الله، وأحاط به الخذلان، بل يتوكل على ربه وحده كما قال سبحانه: {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (٢١)} [النور: ٢١].

وقال سبحانه لأكرم خلقه عليه وأحبهم إليه: {وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا (٧٤)} [الإسراء: ٧٤].

<<  <  ج: ص:  >  >>