للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سبحانه: {إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ (٩٦) وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ (٩٧)} ... [يونس: ٩٦ - ٩٧].

وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يجتهد كل أوقاته لدعوة الكفار إلى الإسلام، ويدعو ربه، ويبكي لأمته لعل الله أن يهديهم، والكفار كانوا يسبونه ويؤذونه ويشتمونه، فتحمل ذلك وصبر حتى أظهر الله دينه.

وفي أيامنا هذه طرد كثير من المسلمين الدين من حياتهم .. من بيوتهم .. ومن أسواقهم .. ومن معاملاتهم .. ومن معاشراتهم ..

وفي هذه المرحلة ينبغي أن نكون أشد جهداً، وأشد بكاءً، وأشد دعاء؛ لأن الكفار زمن النبي - صلى الله عليه وسلم - هم الذين يطردون الرسول والدين ويحاربونه.

أما اليوم فإن كثيراً من المسلمين هم الذين يطردون الدين وأعمال الرسول، ويعملون بسنن اليهود والنصارى، ويرضون بالخبائث عن الطيبات، وبالباطل عن الحق، وبالمحرمات عما أحل الله، وبالدنيا عن الآخرة.

{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ (١٠٠) وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (١٠١)} [آل عمران: ١٠٠ - ١٠١].

وأصبح المسلمون اليوم بسبب ضعف الإيمان، وترك العمل بأوامر الله، كحفرة صغيرة انفصلت من البحر، فصار الناس والبهائم والسباع يلعبون بها لصغرها وقلة مائها وانفصالها من البحر الأعظم.

فبدأ الأعداء يلعبون بهذه الأمة التي صارت صغيرة بسبب تركها للدين وجهد الدين، يلعبون بها ولا يخافون منها:

يلعبون بشبابها ورجالها .. ويلعبون ببناتها وأولادها .. ويلعبون برجالها ونسائها .. ويسخرون بدينها وأخلاقها .. ويلعبون بأموالها وأعراضها .. وعقولها وأفكارها .. وحكامها وتجارها.

يلعبون بالمسلمين هكذا، وهم آمنون مطمئنون، فليس لهذه الأمة صلة متينة

<<  <  ج: ص:  >  >>