خلق الله تبارك وتعالى خلقه من حيث العمل أربعة أقسام:
الأول: من يعملون بالطاعات دون المعاصي .. وهم الملائكة.
الثاني: من يعملون بالمعاصي دون الطاعات .. وهم الشياطين.
الثالث: من لهم طاعات ومعاصي .. وهم الإنس والجن.
الرابع: من ليس لهم طاعات ولا معاصي .. وهم الحيوانات.
فالملائكة عقول بلا شهوات .. والحيوانات شهوات بلا عقول .. والإنس والجن لهم شهوات وعقول .. والشياطين شرور وفتن.
ولما اصطفى الله الإنسان من بين سائر المخلوقات، وكرمه على غيره، وتحمل الأمانة، واستعد لفعل الأوامر، واجتناب النواهي، ابتلاه الله عزَّ وجلَّ بما يبين صدقه من كذبه، ويثبت إيمانه من كفره فأهبطه إلى الأرض، وأنزل عليه الوحي، وأرسل إليه الرسل، فأمره بالطاعات، ونهاه عن المعاصي، وسلط عليه الأعداء، وابتلاه بالسراء والضراء، وأمره بجهاد أعدائه، والصبر على أذاهم.
وأعداء الإنسان كثيرون، وقد كشفهم الله له، ليتقي شرهم، وليأخذ حذره منهم، ولا يغتر بخداعهم، وَلَبْسِهم الحق بالباطل، وأعظم هؤلاء الأعداء، وأشدهم خطراً ستة، وهم: