للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في معصية الله، ثم صار هذا الأصل بسبب كيد الشيطان لا يعرف عند كثير ممن يدعي العلم فكيف العمل به؟.

ومنها أن العلم الشرعي هو ما جاء عن الله ورسوله (، ثم أظهر الشيطان للأمة أن العلم والفقه في الدين هو البدع، ومعرفة الخلاف وأصول الجدل.

وصار العلم الذي فرضه الله على الخلق ومدحه لا يتفوه به إلا منافق أو جاهل بزعمهم، وصار من أنكره وعاداه وجَدَّ في التحذير منه هو الفقيه العالم.

ومنها ترك القرآن والسنة، واتباع الآراء والأهواء المختلفة، بحجة أن القرآن والسنة لا يعرفهما إلا العالم المجتهد المطلق، والمجتهد هو الموصوف بكذا وكذا مما يتعذر وجوده.

ومنها أن الله عزَّ وجلَّ ذكر أنه أنزل القرآن ليخرج به الناس من الظلمات إلى النور، فزين لهم الشيطان أن الأمر ضد ذلك، وأنهم ما تأخروا إلا بسبب التمسك بالقرآن.

وذكر سبحانه أن الإيمان سبب للعلو والعز في الدنيا والآخرة، فأظهر الشيطان للناس أن العلو والرفعة والشرف بتعلم علم اليهود والنصارى، فأقبلوا على ذلك، وجفا أكثرهم كتاب ربه وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم -.

وأنزل الله القرآن عربياً لعلهم يفقهونه، فزين لهم الشيطان ضد ذلك، فأقبلوا على تعلم الكتب الأعجمية لظنهم سهولتها، وصعوبة فهم القرآن.

ومنها أن الله ذكر أن الأمة لو عملت بالدين الحق لصلحت دنياها وأخراها، فزين لهم الشيطان ضد ذلك، وذكر سبحانه أنه الله أنزل القرآن تفصيلاً لكل شيء، وأنه من يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب، وأنه من يتوكل على الله فهو حسبه، فأظهر لهم الشيطان أن الأمر بخلاف ذلك.

وذكر الله أن تزوج الفقير سبب لغناه، وأن صلة الرحم، وإخراج الزكاة سبب لزيادة المال وكثرته، فظن الأكثر أن الأمر بخلاف ذلك، وتُركت الزكاة خوفاً من نقصه، وغير ذلك مما زينه الشيطان وأضل به العباد مما عم وطم: {وَلَقَدْ صَدَّقَ

<<  <  ج: ص:  >  >>