للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسوء الظن يدل على خبث الظان؛ لأن المؤمن يطلب المعاذير للمؤمن، والمنافق يبحث عن عيوبه، وعلى المسلم أن يحترس من مواقع التهم؛ لئلا يُساء به الظن.

وعلاج هذه الآفات يكون بسد المداخل التي يدخل منها دخان الشيطان، وتطهير القلب عن الصفات المذمومة بالتوبة والاستغفار كما قال سبحانه: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (٢٠٨)} [البقرة: ٢٠٨].

وقال سبحانه: {الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (٢٦٨)} [البقرة: ٢٦٨].

وإذا غلب على الإنسان هواه استسلم للشيطان وجنوده، فقادوه حيث شاؤوا، وله معهم حالتان:

إحداهما: أن يكون من جندهم وأتباعهم، وهذه حال العاجز الضعيف.

الثانية: أن يصير الشيطان من جنده، وهذه حال الفاجر القوي المتسلط الداعية المتبوع المبتدع.

فيصير إبليس وجنده من أعوانه وأتباعه، وهؤلاء هم الذين غلبت عليهم شقوتهم، واشتروا الحياة الدنيا بالآخرة.

وهذه الحالة هي حالة جَهْد البلاء، ودرك الشقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء، وعَمَل أصحابها المكر والكذب، والخداع والغرور، والتسويف بالعمل، وطول الأمل، وإيثار العاجل على الآجل.

وهؤلاء أئمة جنود الشيطان، وهم أنواع شتى:

فمنهم المحارب لله ورسوله .. الساعي في إبطال ما جاء به الرسول .. يصد عن سبيل الله ويبغيها عوجاً .. ومنهم المقبل على دنياه وشهواته فقط .. ومنهم المنافق الذي يأكل بالكفر والإسلام .. ومنهم الماجن الذي قطع أنفاسه بالمجون واللهو واللعب .. إلى غير ذلك من أصناف المغترين الذين اتبعوا

<<  <  ج: ص:  >  >>