أجل الشهوات، ثم الدعوة إلى الكفر والمعاصي كما يفعل الشيطان، فليحذر العبد من كيد الشيطان ومكره: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (١٦٨) إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (١٦٩)} [البقرة: ١٦٨، ١٦٩].
وقلب الإنسان كالحصن، والشيطان عدو يريد أن يدخل الحصن ويملكه ويستولي عليه، ويقيم فيه، ويطرد من فيه، ولا يمكن حفظ الحصن إلا بحراسة أبوابه، ولا يقدر على حراسة أبوابه من لا يعرفها.
وأبواب الشيطان ومداخله التي يدخل منها إلى القلب صفات العبد.
ومن أبوابه العظيمة التي يهلك بها الناس باب الحسد والحرص، فإن الشيطان يحسِّن عند الحريص كل ما يوصله إلى شهوته، وإن كان فاحشاً أو منكراً أو حراماً.
ومنها باب الغضب والشهوة والحدة، فالغضب غول العقل، والشهوة بحر يركض فيه الشيطان، وإذا ضعف جند العقل هجم الشيطان، فلعب بالإنسان، وزجه فيما حرم الله.
ومنها حب التزين في الثياب والأثاث، والمساكن والمراكب، فلا يزال الشيطان بالإنسان حتى يخسر عمره وأوقاته في التشييد والتزيين.
ومنها باب الشبع، فالشبع يقوي الشهوة، ويشغل عن الطاعة.
ومنها باب الطمع، فإن من طمع في شخص بالغ في الثناء عليه بما ليس فيه، وداهنه فلم يأمره بالمعروف، ولم ينهه عن المنكر.
ومنها باب العجلة وترك التثبت، ليقع المسلم في الأخطاء والآثام والمحرمات.
ومنها حب المال، وحب المال إذا تمكن من القلب أفسده، وحمله على طلب المال من غير وجهه، وأخرجه إلى البخل وخوف الفقر، فمنع الحقوق اللازمة ومنها سوء الظن بالمسلمين، فإن من حكم على مسلم بسوء ظنه احتقره وأطلق فيه لسانه، ورأى نفسه خيراً منه.