قوم إبراهيم الخليل - صلى الله عليه وسلم - وأهل دعوته، وهم بِحَرَّان، وهم قسمان:
صابئة حنفاء .. وصابئة مشركون.
والمشركون منهم يعظمون الكواكب السبعة، زين لهم الشيطان فبنوا لها هياكل مخصوصة، وهي المتعبدات الكبار كالكنائس للنصارى، والبيع لليهود.
فلهم هيكل للشمس .. وهيكل للقمر .. وهيكل للزهرة .. إلخ.
صوروها واتخذوا لها أصناماً تخصها يعبدونها، ويقرِّبون لها القرابين.
وأصل مذهب الصابئة: أنهم يأخذون بمحاسن ديانات العالم ومذاهبهم، فالحنفاء منهم شاركوا أهل الإسلام في الحنيفية، والمشركون منهم شاركوا عباد الأصنام،
وسوف يجزي الله الجميع ويسألهم عما عملوا كما قال سبحانه: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (١٧)} [الحج: ١٧].
والصابئة مُقِرُّون بأن للعالم خالقاً حكيماً مقدساً عن العيوب والنقائص، فالموحدون منهم عبدوه، والمشركون قالوا لا سبيل لنا إلى الوصول إلى جلاله إلا بالوسائط، وهي الكواكب التي جعلوا لها هياكل في الأرض.
{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (٦٢)} [البقرة: ٦٢].
ومن مكر الشيطان وكيده تلاعبه بالدهرية الذين زين لهم الشيطان فقالوا إن العالم دائم لم يزل ولا يزال لا يتغير: {وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ} [الجاثية: ٢٤].
وقالوا هذا العالم هو الممسك للأجزاء التي فيه، وجحدوا النبوات.
فداء التعطيل .. وداء الشرك .. وداء جحد النبوات .. وداء مخالفة الرسل .. أصل كل بلاء في العالم .. ومنبع كل شر .. وأساس كل باطل .. وقد سَرَت هذه الأدواء