للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المال .. وغير ذلك من الأصنام التي تتصارع فيما بينها داخل المجتمع الإسلامي الواحد، القائم على أساس العقيدة، المنظم بأحكام الشرعية، إلى أن وهنت القاعدة الأساسية تحت المطارق المتوالية.

وأخبث المعسكرات التي عملت وما زالت تعمل في تخريب القواعد الأساسية التي كان يقوم عليها التجمع الإسلامي الفريد كان هو المعسكر اليهودي الخبيث، الذي جرب سلاح القومية في تحطيم التجمع النصراني، وتحويله إلى قوميات سياسية، ذات كنائس قومية فارغة من العبودية.

وبذلك حطموا الحصار النصراني حول الجنس اليهودي .. ثم ثنوا بتحطيم الحصار الإسلامي حول الجنس اليهودي: {يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (٨)} ... [الصف: ٨].

وكذلك فعل الصليبيون الوثنيون مع المجتمع الإسلامي، فقد أثاروا النعرات الجنسية، والقومية والوطنية بين الأجناس الملتحمة في المجتمع الإسلامي، وأصبح العالم الإسلامي مسرحاً للقتل والتشريد، والفرقة والردة.

وما كان الإسلام ليخلص الناس من الأصنام الحجرية ثم يرضى لهم بعد ذلك بأصنام الجنسيات والقوميات والأوطان وأمثالها.

وأهل الكتاب من اليهود والنصارى الذين انحرفوا عن شريعة الله، يحاربون الإسلام، ويعادون المسلمين في كل زمان ومكان.

وهم من أجل ذلك يوجهون إليه جهوداً لا تكل .. وحملات لا تنقطع .. ويستخدمون في تحريفه عن وجهته كل الوسائل، وكل الأجهزة، وكل التجارب، وهم يسحقون سحقاً وحشياً كل من يدعو إليه ليكون منهج حياة كما كان في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم -، وذلك عن طريق الأوضاع التي يقيمونها ويكفلونها في جميع بقاع الأرض.

وهم يسلطون المحترفين من علماء هذا الدين عليه .. يحرفون الكلم عن مواضعه .. ويحلون ما حرم الله .. ويميعون ما شرعه .. ويخدعون كثيراً من أهل

<<  <  ج: ص:  >  >>