للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العلم ليستنبطوا لهم الأدلة التي تبارك وتزكي ما هم عليه من انحراف وفساد .. ويشترون كثيراً من الأنفس الرخيصة التي احترفت العلم .. ويهيئون لها الفرصة .. ويخدعونها بالأموال والمناصب لتقول ما تشاء، وتفعل ما تشاء، وتنفذ كل ما يريدون باسم سماحة الدين، ولو كان يغضب رب العالمين ويهدم الدين .. ويضطهد من أجله خيار المؤمنين: {فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا مِمَّا يَكْسِبُونَ (٧٩)} ... [البقرة: ٧٩].

وهم كذلك يصورون الإسلام الذي يحكم الحياة في عصر الجمل أنه قد مضى ولا تمكن إعادته ويشيدون بعظمة هذا الماضي ورجاله ليخدروا مشاعر المسلمين ثم يقولون لهم:

إن الإسلام اليوم يجب أن يعيش في نفوس أهله عقيدة .. وعبادة .. لا شريعة ونظاماً .. وحسبهم فقط أن يفخروا بمجدهم السابق، وقالوا: الدين لله .. والوطن للجميع .. فمكان الدين في المساجد .. ومسرح الحياة يموج بالحريات والفواحش والمنكرات: {أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (٨٥)} ... [البقرة: ٨٥].

وهم يحاولون تغيير طبيعة المجتمعات، وتغيير طبيعة هذا الدين، حتى لا يجد هذا الدين قلوباً تصلح للهداية به.

فحولوا كثيراً من المجتمعات البشرية إلى قطيع غارق في وحل الزنا والفاحشة والفجور .. يتقلب في الشهوات .. ويرتع في سوق الرذيلة .. مشغول بلقمة العيش .. حتى لا يجدها إلا بالكد والعسر والجهد .. كي لا يفيق بعد اللقمة والفاحشة ليستمع إلى هدى، أو يفيء إلى دين.

وتجند لها القوى لتحصد كل نبتة تقف في طريقها باسم حرية الإنسان وحقوق الإنسان.

<<  <  ج: ص:  >  >>