إلى المعاصي عن طريق الشهوات، ثم يسوقه عن طريق الشهوات إلى المحرمات، ثم يوقعه في الكبائر لتكميل شهواته، ثم يشغله بالشهوات والمحرمات والكبائر عن أوامر الله، ثم يخرجه من الدين.
فالمسلم يأخذ من الشهوات المباحة حسب أمر الشرع، ويستخدمها في طاعة الله، وينفقها في مرضاة الله، ويجتنب الشهوات المحرمة مطلقاً، ويقبل على طاعة الله، ويجعل الدنيا وسيلة للآخرة.
وبهذا يتكون المجتمع الإسلامي القادر على تحمل أعباء جهاد الكفار والمشركين، والمنافقين وأهل الكتاب، فإن من لا يجاهد نفسه ولا ينتصر عليها لا يقدر على جهاد غيرها.
فيجاهد المسلم هؤلاء الأعداء في سبيل الله، حتى لا تكون فتنة، ويكون الدين كله لله كما قال سبحانه: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (٣٩)} [الأنفال: ٣٩].
والجهاد للأعداء يكون بالدعوة إلى الله أولاً، فإن لم يؤمنوا فعلى أهل الكتاب أن يدفعوا الجزية، فإن أبوا فعلى المسلمين قتالهم.
أما الكفار والمنافقون فلا يُقبل منهم إلا الإسلام، فإن أبوا فعلى المسلمين قتالهم، فسبيل الله هي الجهاد، وطلب العلم، ودعوة الخلق به إلى الله.
واليهود والنصارى يعرفون أن هذا القرآن حق من عند الله، ويعرفون من ثم ما فيه من سلطان وقوة، وما فيه من خير وصلاح، وما فيه من طاقة دافعة للأمة التي تدين به، وبالأخلاق التي جاء بها، وبالشرائع التي سنها، ويحسبون كل حساب لهذا الكتاب وأهله.
ويعرفون حق المعرفة أن الأرض لا تسعهم وتسع أهل هذا الدين، إنهم يعرفون ما فيه من حق، ويعرفون ما هم فيه من باطل، ويعرفون أن هذا الدين لا يمكن أن