بَصَرُهُ مِنْ خَلْقِهِ» أخرجه مسلم (١).
فسبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة .. الخالق الذي خلق كل شيء .. المتفرد بالخلق والإيجاد .. والتصريف والتدبير .. الذي له الخلق والأمر .. فتبارك الله أحسن الخالقين.
خلق السماء المرفوعة وما فيها من المخلوقات العظام، وخلق الأرض الموضوعة وما فيها من عجائب المخلوقات، وخلق سراجي العالم وهما الشمس والقمر، وملأهما بنوره.
وخلق نوعي النبات ما قام منه على ساق، وما انبسط منه على وجه الأرض.
وخلق ما يخرج من الأرض من الحبوب والثمار، والمياه والمعادن والغاز.
وخلق سبحانه نوعي المكلفين، وهما الإنس والجن، والذكور والإناث.
وخلق نوعي المأكولات، من النبات والحيوان.
وخلق أنواع المشروبات من الماء العذب، والحليب السائغ، والعسل الشهي.
وخلق نوعي البحار، هذا عذب فرات، وهذا ملح أجاج.
وخلق لأوليائه دار كرامته، وهي الجنة دار السلام.
وخلق لأعدائه دار نقمته وإهانته، وهي النار دار العذاب.
وخلق لهذه خلقاً .. ولتلك خلقاً، حتى إذا اكتمل سكان هذه، وسكان هذه، انقطع النسل، ثم قامت القيامة، ثم نقلهم بعد الحساب إلى دار القرار، في الجنة أو النار، حسب أعمالهم: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (٧) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (٨)} ... [الزلزلة: ٧، ٨].
وهذا الكون العظيم معرض هائل لآيات الله، وعجائب صنعته:
فالسماء التي نراها، والكواكب التي نشاهدها، والنجوم المتحركة والثابتة، وما في السموات من المخلوقات، ومن أصناف الملائكة آية من آيات الله.
(١) أخرجه مسلم برقم (١٧٩).