وفي هذه الأرض التي نعيش عليها أحياء تسكن سطحها، وأحياء تسبح في أجوائها، وأحياء تعيش في مائها، وأحياء تختبئ في مفاوزها وكهوفها.
وهي أشكال وألوان، وأمم وقبائل لا يحصيها إلا الله وحده لا شريك له.
وقد خلق الله لهذه الأحياء أقواتاً جاهزة ميسرة في كل زمان، وفي كل مكان، لتلبي حاجات هذه الأحياء التي لا يحصيها إلا الله الذي خلقها، وهي في كل لحظة تزيد، وأرزاقها تزيد، ومنافعها تزيد، وبيوتها تزيد.
وهذه الأرض الممدودة، وهاد وبطاح، وسهول وجبال، وأنهار ووديان، وبحار وبحيرات، وجنات وعيون وغدران، وتراب وأحجار ومعادن، ولها أحوال، فمنها ما يجري، ومنها ما يثمر، ومنها ما لا يحصي منافعه إلا الله.
والخلائق التي تعمر هذه الأرض من الأحياء نباتاً وحيواناً، وإنساً وجناً، وطيراً وسمكاً، وزواحف وحشرات وغيرها.
هذه الخلائق لا يحصيها ولا يعلمها إلا الله وحده لا شريك له.
وكل خليقة منها أمة وشعوب وقبائل، لها أعمار تأكلها، وبيوت تسكنها ثم تبيد.
وكل فرد منها عجيبة:
كل إنسان .. وكل حيوان .. كل طائر .. كل زاحفة .. كل حشرة .. كل دودة .. كل نبتة .. كل شجرة .. لا بل كل جناح في يرقة .. وكل ورقة في زهرة .. كل واحدة من تلك آية في خلقها .. وآية في شكلها .. وآية في منافعها.
وكل ذلك نراه يومياً في المعرض الإلهي العجيب .. فهل من مدكر .. ؟.
وفي الأرض آيات وعجائب، وأشكال وألوان، وأمم ونعم لا يحصيها إلا الله العليم الخبير: {قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ (١٠١)} [يونس: ١٠١].
غير أنه لا يدرك هذه العجائب، ولا يستمتع بالجولة في هذا المعرض الهائل إلا