ومع كل إنسان ملكان آخران يحفظانه ويحرسانه، واحد من أمامه، وواحد من خلفه كما قال سبحانه:{لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ}[الرعد: ١١].
ووكل الله بالجبال ملائكة .. ووكل بالأرحام ملكاً يقول: يا رب نطفة؟ .. يا رب علقة؟ .. يا رب مضغة؟ .. يا رب ذكر أم أنثى؟ .. فما الرزق؟ .. فما الأجل؟ .. وشقي أم سعيد؟.
ووكل بالبحار ملائكة تسجرها وتمنعها أن تفيض على الأرض .. فالملائكة هي المدبرات أمراً .. وهم رسل الله في تنفيذ أوامره في ملكه.
والملائكة كما أنهم متفاوتون في العمل فهم كذلك متفاوتون في الخلق.
فإسرافيل ينفخ في الصور النفخة الأولى، وهي نفخ الصعق، فيصعق بنفخة واحدة من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله، ثم ينفخ فيه نفخة البعث، فيقوم الناس ليوم البعث كما قال سبحانه: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ (٦٨)} [الزمر: ٦٨].
وجبريل شديد القوة الظاهرة والباطنة، قوي على تنفيذ ما أمره الله بتنفيذه كما قال سبحانه: {إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (٤) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (٥) ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى (٦)} [النجم: ٤ - ٦].