وإذا تكلم المسلم كلام الإيمان مبيناً عظمة ربه، وعظمة أسمائه وصفاته وأفعاله، وعظمه دينه وشرعه، وعظمه خلقه وأمره، فهذا اللسان يصب في القلب ويملؤه إيماناً وعلماً.
وإذا تفكر الإنسان في عظمة الله وكبريائه، وفي جلاله وجبروته، وفي قوته وقدرته، وفي حلمه وعفوه.
وتفكر في نعم الله وآلائه، وتفكر في عظمة مخلوقاته، وتفكر في سعة ملكه وكثرة مخلوقاته، فهذا الدماغ يصب في القلب ويملؤه إيماناً.
فالقلب محل الإيمان بالله، والتعظيم له، والخوف منه، والرجاء له، والمحبة له، والخشية منه، والتوكل عليه، والإنابة إليه، وتقواه.
فإذا قامت هذه الأعضاء الأربعة بوظيفتها التي أرادها الله وصلت كلمة (لا إله إلا الله) إلى القلب، فرسخ الإيمان في القلب، ثم ظهرت آثاره على الجوارح، فكملت للإنسان الزينة الداخلية والخارجية.
وهذه الزينة التي يحبها الله، ودعا إليها رسول الله، وهي محل نظر الله كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ اللهَ لا يَنْظُرُ إلى صُوَرِكُمْ وَأمْوَالِكُمْ، وَلَكِنْ يَنْظُرُ إلى قُلُوبِكُمْ وَأعْمَالِكُم» أخرجه مسلم (١).
وإذا جاء الإيمان أحب المؤمن الإيمان والطاعات والحسنات كما يحب الطيبات والطاهرات، وأبغض وكره الكفر والفسوق والعصيان، كما يكره القاذورات والنجاسات.
وإذا حل الإيمان في القلب مال إلى الطاعات، واجتنب المحرمات، ونفر من السيئات، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء: {وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ (٧) فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ