الْحَكِيمُ (٢٧)} [الروم: ٢٧].
يا حسرة على المفرطين كم آتاهم الله من آية بينة فلم يستجيبوا .. ؟
واعجباً لهؤلاء أما لهم في الآخرة من نصيب .. ؟
يا غافلاً ما يفيق، يا حاملاً ما لا يطيق، ألا تستحي؟ .. ، ألا تفيق .. ؟.
وا أسفاه على ضياع الأوقات .. وبعثرة العمر .. وبعثرة الفكر .. وبعثرة الجهد .. أحياناً في الشهوات .. وأحياناً في اللهو .. وأحياناً في اللعب .. وأحياناً في التكاثر .. وأحياناً في المحرمات .. وأحياناً في الكبائر الموبقات.
أي بضاعة يفخر بها مثل هؤلاء الحمقى أمام الله وخلقة يوم القيامة .. ؟.
وأي أرباح يجني أمثال هؤلاء؟ .. وأي سوق يعمرهؤلاء الحمقى .. ؟.
أيظن الغافل الأحمق أن الحياة لعب ولهو، لا سؤال ولا حساب .. ؟.
إنه يملأ صحائفه بمخازٍ وقبائحَ يسودّ لها وجهه يوم يلقى ربه: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ (١١٥)} [المؤمنون: ١١٥].
إن نظرة إلى السموات والأرض وما فيهما من الآيات والعجائب، ونظرة إلى هذه الأجرام والكواكب والنجوم التي لا تحصى وهي منتثرة في ذلك الفضاء الهائل الذي لا تعلم له حدود، وكلها قائمة في مواضعها، تدور في أفلاكها، محافظةً على مداراتها تسبح بحمد ربها، وتؤدي وظيفتها، وكلها لا تختل ولا تبطئ ولا تسرع، بل تسير حسب أمر ربها، جاريةً في الفضاء ما يمسكها إلا الله.
ونظرة في عالم الجماد وأنواعه .. وفي عالم الحيوان وأشكاله .. وفي عالم الإنسان وعجائبه .. وفي عالم النبات وأنواعه وثماره.
إن نظرة إلى تلك الخلائق الهائلة العجيبة جديرة بأن تفتح البصيرة على اليد الخفية، والقوة الإلهية القاهرة القادرة على خلق هذه المخلوقات، وحفظها وإمساكها وحفظ توازنها: {إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا (٤١)} [فاطر: ٤١].
إن ما يرتكبه الناس من كفر لنعمة الله، ومن شر في الأرض وفساد، ومن ظلم في