للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهكذا.

وهذا كله ابتلاء من الله يحصل أمام العبد، والمطلوب نفي هذه الأشياء، وإثبات اليقين على الله وحده.

وإذا جاء اليقين على الأسباب والأشياء، اعتمد عليها الإنسان، فكانت سبباً لهلاكه كما حصل لفرعون الذي اعتمد على ملكه، وكما حصل لقارون الذي اغتر بماله.

وكما حصل لقوم نوح الذين اغتروا بكثرتهم، وكما حصل لقوم عاد الذين اغتروا بقوتهم، وكما حصل لقوم ثمود الذين اغتروا بصناعتهم، وغيرهم ممن طغى وتجبر وأفسد في الأرض.

وإذا كان اليقين على الله وحده لم يلتفت الإنسان إلى الأسباب، لأن الله معه، وإذا كان الله معه فلا يحتاج إلى أحد، سواء كانت عنده الأسباب، أم ليست عنده الأسباب.

فالله يعطي وينصر ويعز بالأسباب .. وبدون الأسباب .. وبضد الأسباب .. وهو على كل شيء قدير.

فكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله؟.

وكم من نبي نصره الله على أعدائه مع كثرتهم وقوتهم؟.

وكم من ذليل فقير أعزه الله بالإيمان وليس معه من الأسباب شيء؟.

{وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (١٢٣)} [آل عمران: ١٢٣].

وكلما تبدل اليقين وصار على الأسباب لا على الله أرسل الله نبياً يرد الناس إلى (لا إله إلا الله).

فإذا جاء اليقين الصحيح على الله الذي بيده كل شيء، لم يلتفت الإنسان إلى الأسباب، بل يؤمن بها، ويفعلها ولا يعتمد عليها، بل يعتمد على الله وحده.

فيذهب إلى العمل .. ويأكل الطعام .. ويشرب الدواء .. ويعد القوة .. ويبذر الحب .. امتثالاً لأمر الله في هذه الأشياء .. فالأسباب نفعلها .. ولا نتوكل إلا

<<  <  ج: ص:  >  >>