للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على الله وحده.

فكل المخلوقات محتاجة في وجودها إلى الله .. ومحتاجة في بقائها إلى الله .. ومحتاجة في تأثيرها إلى الله .. فهي لا تنفع ولا تضر إلا بإذن الله.

وكل ما في الكون ملك لله يعطي منه من يشاء، ويسلبه إذا شاء كما قال سبحانه: {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٢٦)} [آل عمران: ٢٦].

والماء والنار والرياح مخلوقات عظيمة ولكن ليس بيدها شيء، وهي في قبضة الله، يصرفها كيف يشاء هي وجميع الكائنات في السماء والأرض.

إن أمرها الله بالنفع نفذت أمر الله .. وإن أمرها بالضر نفذت أمر الله .. وهي عبيد من عبيده سبحانه، لا تعصي له أمراً .. ولا تملك إلا الطاعة لفاطرها ومبدعها: {إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا (٩٣) لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا (٩٤)} [مريم: ٩٣، ٩٤].

فالخلق كله والأمر كله لله وحده لا شريك له: {أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (٥٤)} [الأعراف: ٥٤].

فالله على كل شيء قدير .. إن شاء أنزل الماء بالسنة الجارية، كما ينزل من السحاب .. وإن شاء أخرجه بضد الأسباب .. كما فجره عيوناً من الحجارة اليابسة لموسى - صلى الله عليه وسلم - وقومه.

وقد جعل الله في الدنيا حياة الأسباب موجودة، وحياة الأعمال موجودة.

فمن اجتهد على الأسباب، جاء عنده اليقين على الأسباب، ومن اجتهد على الإيمان والأعمال، جاء عنده اليقين على قدرة الله عزَّ وجلَّ.

والله عزَّ وجلَّ يقضي الحاجات بالإيمان والأعمال قطعاً، ويقضيها بالأسباب امتحاناً وابتلاءً للمؤمن، واطمئناناً للكافر.

وأحياناً نفعل الأسباب ولا تظهر النتائج لتذكير العباد بالخالق.

والله سبحانه يقضي حاجات العباد بهذا وهذا، بقدرته من الأرض أو من

<<  <  ج: ص:  >  >>