فعليه قبل المقدور أن يستعين بالله، ويتوكل عليه، ويدعوه.
فإذا وقع المقدور بغير فعله:
فإن كان نعمة شكر الله عليها، وإن كان مصيبة صبر عليها، وإن رضي بها وشكر الله عليها فهو الأفضل.
وإن وقع المقدور بفعله:
فإن كان نعمة حمد الله عليها، وإن كان ذنباً استغفر ربه منه.
وعلى العبد أن يفعل ما أمره الله به، فإذا انكشف ستر الغيب عن تدبير لله غير تدبيره فليتقبل قضاء الله بالرضا والطمأنينة والاستسلام، لأنه الأصل الذي كان مجهولاً له، فكشف عنه الستار: {ذَلِكُمْ أَزْكَى لَكُمْ وَأَطْهَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (٢٣٢)} [البقرة: ٢٣٢].
وعلى العبد كذلك أن يستعين بالله في فعل ما أمره الله به، ويتوكل عليه ويدعوه، ويرغب إليه مفتقراً إليه في طلب الخير، وترك الشر، ينظر إلى القدر في المصائب لا في المعائب، فيصبر على المصائب، ويستغفر من المعائب.
وهذان الأصلان يحصل بهما راحة القلب وطمأنينته لكل ما قدر الله عزَّ وجلَّ.
وقد أمر الله عزَّ وجلَّ بالاستفادة بكلمات الله التامات كل من نزل منزلاً كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إِذَا نَزَلَ أحَدُكُمْ مَنْزِلا فَلْيَقُلْ: أعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ، فَإِنَّهُ لا يَضُرُّهُ شَيْءٌ حَتَّى يَرْتَحِلَ مِنْهُ» أخرجه مسلم (١).