للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليها، ويستعين بها على طاعة الله.

وليعلم من يستعملها في معصية الله، ومن يترك الدين من أجلها، ومن يشتغل بها عن المنعم بها.

وهكذا الأولاد والزوجات، والصحة والأمن، وسائر النعم كما قال سبحانه: {إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (١٥)} [التغابن: ١٥].

فإن تعارضت هذه النعم مع ما يحب الله، تركها من أجل الدين، ولا يترك الدين وأعمال الدين من أجلها.

ونعم الله لا تعد ولا تحصى، لأن الإحصاء إنما يكون لشيء محدود، ونعم الله لا حد لها، وخزائنه مملوءة بكل شيء كما قال سبحانه: {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ (٣٤)} [إبراهيم: ٣٤].

وظلم الإنسان له صورتان:

إما بأخذ حق الغير .. أو الحكم للغير بحق ليس له.

وكفر الإنسان للنعم له صورتان:

إما بسترها وعدم البحث عنها في خبايا الأرض، وذلك هو الكسل.

أو نسبتها لغير المنعم بها، أو الاستهانة بها وعدم شكرها، أو صرفها فيما لا يجوز في محرمات أو إسراف أو تبذير.

وإما أن يستنبطها ويتملكها ويحجزها عن الغير، فذلك هو الظلم.

والنعم على ثلاثة أقسام:

الأولى: نعم تفرد الله بإيجادها نحو أن خلق ورزق.

الثانية: نعم وصلت إلينا من غيره، وهي في الحقيقة منه، لأنه تعالى هو الخالق لتلك النعمة، والخالق لذلك المنعم، والخالق لداعية الإنعام بالنعمة في قلب ذلك المنعم.

الثالثة: نعم وصلت إلينا من الله بسبب طاعاتنا وهي من الله، لأنه هو الذي وفقنا للطاعات، وأعاننا عليها، وهدانا إليها، وأزاح العلل عنا، فله الحمد والشكر،

<<  <  ج: ص:  >  >>