هو إخفاء الحركات بنقص تمطيطها بما قد خصه النص منها والنقل المتواتر الصحيح.
فالاختلاس في حقيقته العملية هو الإتيان بثلثي حركة الحرف، بحيث يكون المنطوق به من الحركة أكثر من المحذوف منها.
والاختلاس يرادفه الإخفاء، فهما بمعنى واحد، ويقابلهما الرّوم وهو الإتيان ببعض الحركة، بحيث يكون الثابت منها أقل من المحذوف.
ومن أمثلة الاختلاس ما روي عن الدّوري عن أبي عمرو البصري من اختلاس كسرة الهمزة في بارِئِكُمْ [البقرة: ٥٤]، واختلاس ضمة الراء في يَأْمُرُكُمْ [البقرة: ٦٧]، يَنْصُرْكُمُ [آل عمران: ١٦٠].
[ملحوظة:]
الرّوم والاختلاس يشتركان في التبعيض، وبينهما عموم وخصوص، فالرّوم أخص من حيث أنه لا يكون في المفتوح والمنصوب، ويكون في الوقف دون الوصل، والثابت فيه من الحركة أقل من المحذوف، والاختلاس أعمّ لأنه يتناول الحركات الثلاث، والثابت فيه من الحركة أكثر من المحذوف.
[فائدة:]
جمع الإمام الطيبي الكلمات التي ورد فيها الاختلاس فقال:
والاختلاس في نعمّا أرنا ... ونحو باريكم ولا تأمنا
ولا تعدّوا لا يهدّي إلا ... وهم يخصّمون فادر الكلّا
ويطلق على الاختلاس أيضا مصطلح الاختطاف.
[آخر ما نزل من القرآن:]
غالب العلماء على أن أصح وأرجح الأقوال في آخر ما نزل من القرآن قوله تعالى: وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ