فقد اشتهر به من الصحابة عليّ وابن عباس وزيد وأبيّ وابن مسعود وابن الزبير وعائشة.
أما أشهر التابعين في التفسير، ففي:
مكة: مجاهد، وسعيد بن جبير، وعكرمة، وعطاء وطاوس.
وفي المدينة: زيد بن أسلم، وأبو العالية، ومحمد بن كعب القرظي.
وفي العراق: علقمة ومسروق والشّعبيّ، والحسن البصري، وقتادة.
[ملحوظة]
: التفسير بالمأثور من أقوال الصحابة والتابعين دخله من الخلل والتزييف ما دخل العلوم كلها من أدعياء كذبة، فلذا يجب الحذر في رواية تلك المرويات، فقد تكلّم في كثير من المرويات المنسوبة إلى ترجمان القرآن ابن عباس، فمن الأسانيد عنه:(محمد بن السائب الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس) أبو صالح هذا رمي بالكذب، كما أن الكلبي كان من أصحاب عبد الله بن سبأ اليهودي، فإذا انضم إلى هذه السلسلة رواية محمد بن مروان السّدّي عن الكلبي فهي سلسلة الكذب.
فهنالك روايات كثيرة عن ابن عباس، أما أصحها وأدقها وأوثقها فهي رواية علي بن أبي طلحة وهي التي اعتمدها البخاري في كتاب التفسير في صحيحه.
وكذلك علي بن أبي طالب أكثر ما روي عنه كذب موضوع.
من هنا كان لزاما على الناظر في كتب التفسير أن يمايز بين إطلاقات مصطلح التفسير بالمأثور، فيقدم الطريق المأمون لفهم القرآن، وإن كان معتمدا لا محالة على روايات الصحابة والتابعين فليعتمد رواية صحيحة ما لم يناقضها نص، ولم تخالف أصلا من أصول الإسلام.
ولا تعدوا روايات السلف الصالح أن تكون أفهاما لهم في كتاب الله، ومن ثم فليست هذه الروايات قيدا على تفسير القرآن يحرم مخالفتها، بل إن القرآن ما زال معينا فياضا بالمعاني والفهوم، وهذا العطاء القرآني مظهر من مظاهر الإعجاز، فتبارك الذي أنزل القرآن على هذا النمط.
وعلى الجملة فالتفاعل مع القرآن لا ينقطع، وليس له نهاية ما دام هنالك تكليف، وبذا لا يقطع بكون هذا التأويل هو التفسير الذي لا يصح سواه، وإنما هي مقاربات واجتهادات، فقد يدرك اللاحق من خفايا القرآن ما لم يدركه السابق.