أَلا يغدره وَأَن يقْرضهُ مبلغ خمسين ألف دِرْهَم يتعوضها من إقطاعه. فتقرر الْحَال على أَن يبْعَث إِلَيْهِ الْأَمِير أيتمش عشرَة أحمال من الدَّقِيق وَالشعِير والبقسماط وَغَيره ومبلغ خَمْسَة أُلَّاف دِرْهَم فَقدم حِينَئِذٍ. فَلَمَّا قَارب رميثة مَكَّة ركب الْأَمِير أيتمش بِمن مَعَه إِلَى لِقَائِه فَإِذا عدَّة من قواده مَعَ وزيره قد تقدموه ليحلفوا لَهُ الْعَسْكَر فعادوا بهم إِلَى الْحرم وحلفوا لَهُ أيماناً مُؤَكدَة ثمَّ ركبُوا إِلَى لِقَائِه وقابلوه بِمَا يَلِيق بِهِ من الْإِكْرَام فَلبس رميثة تشريف السُّلْطَان وتقلد إِمَارَة مَكَّة وعزم على تقدمة شَيْء لِلْأُمَرَاءِ فامتنعوا أَن يقبلُوا مِنْهُ هَدِيَّة وَكَتَبُوا إِلَى السُّلْطَان بِعُود الشريف إِلَى الطَّاعَة وَخَرجُوا من مَكَّة يُرِيدُونَ الْقَاهِرَة. فَلَمَّا وصلوا دخل الْأَمِير أيتمش على السُّلْطَان فشكره على مَا كَانَ مِنْهُ. وَكَانَ قَاضِي الْقُضَاة جلال الدّين الْقزْوِينِي حَاضرا فَأكْثر من الثَّنَاء على أيتمش وَقَالَ: هَذَا الَّذِي فعله هُوَ الْإِسْلَام. وَفِيه قدم الْأَمِير تنكز نَائِب الشَّام فِي يَوْم الْإِثْنَيْنِ سادسه وَمَعَهُ الْأَمِير سيف الدّين أرقطاي نَائِب صفد. فَأكْرم السُّلْطَان الْأَمِير أرقطاي وقربه وَتقدم إِلَى جَمِيع الْأُمَرَاء أَن يقدموا لَهُ التقادم فَقدم لَهُ كل أحد على قدر همته وأنعم السُّلْطَان على أحد ولديه بإمرة طبلخاناه وعَلى الآخر بإمرة عشرَة. وَكَانَ سَبَب قدومه من صفد أَن الْأَمِير تنكز لما توجه فِي السّنة الخالية من دمشق يُرِيد الْقدوم على السُّلْطَان على عَادَته ركب الْأَمِير أرقطاي من صفد ليلقاه من رَأس اللجون وَمد لَهُ سماطاً جَلِيلًا وَركب إِلَى لِقَائِه فَلم ينصفه الْأَمِير تنكز فِي السَّلَام عَلَيْهِ وَسَار حَتَّى قرب من السماط فَلم يلْتَفت إِلَيْهِ وَلَا نزل لَهُ وَمر من غير أَن يَأْكُل مِنْهُ. فشق ذَلِك على أرقطا وَقيل لتنكز إِنَّه قد انْكَسَرَ خاطره من الْأَمِير فَقَالَ: وَمن قَالَ لَهُ يعْمل هَذَا فَبلغ ذَلِك السُّلْطَان فعتبه عِنْد حُضُوره على مَا كَانَ مِنْهُ لأرقطا وَقَالَ لَهُ: وماذا كَانَ يصيبك لَو أكلت طَعَامه وَأمره ان يحضرهُ صحبته إِذا قدم فِي السّنة الْآتِيَة وَكتب لأرقطاي أَن يحضر مَعَ الْأَمِير تنكز فَلَمَّا خرج الْأَمِير تنكز من دمشق فِي هَذِه السّنة وتلقاه أرقطا أكْرمه تنكز وَمضى بِهِ إِلَى مصر ثمَّ سافرا إِلَى مَحل كفالتهما فِي يَوْم الثُّلَاثَاء سادس عشرَة. وَفِي يَوْم الثُّلَاثَاء حادي عشر شهر رَجَب: توجه الْأَمِير سيف الدّين طرغاي
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute