للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَحَدَّثَهُمْ فِيمَن يصلح للْقَضَاء وَقد تعين عِنْدهم شمس الدّين مُحَمَّد بن عَدْلَانِ. فَلم يلْتَفت إِلَيْهِ السُّلْطَان وَذكر لَهُم عز الدّين فَأَثْنوا عَلَيْهِ خيرا. وَكَانَ السُّلْطَان من أَيَّام بدر الدّين مُحَمَّد بن جمَاعَة يلهج بِذكر ابْنه عز الدّين وَيَقُول: لَوْلَا أَنه شَاب لوليته الْقَضَاء. وخلع فِيهِ أَيْضا على حسام الدّين الْحسن بن مُحَمَّد الغوري القادم من بَغْدَاد وَاسْتقر فِي قَضَاء الْقُضَاة الْحَنَفِيَّة عوضا عَن برهَان الدّين إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن عبد الْحق وَنزلا فِي موكب جليل. وَكَانَ سَبَب عزل ابْن عبد الْحق أَوْلَاده فَإِنَّهُم سَارُوا سيرة أَوْلَاد الْقزْوِينِي فَكَانَ السُّلْطَان يَقُول: ولينا قُضَاة جياداً أفسدهم ورسم بسفر ابْن عبد الْحق وَأَوْلَاده أَيْضا إِلَى الشَّام فسافروا. وَكَانَت قد وَقعت الشكوى فِي ابْن القَاضِي الْحَنْبَلِيّ من بَيْعه أوقاف الْأَيْتَام وَأخذ أثمانها وإتلافه فِي الْمُحرمَات فَطلب وَالِده تَقِيّ الدّين أَحْمد بن عز الدّين عمر بن مُحَمَّد الْمُقَدّس وَسُئِلَ عَن مَال الْأَوْقَاف الَّتِي بَاعهَا فَاعْتَذر بِمَا لَا يقبل وَسَأَلَ المهلة. فَأمر السُّلْطَان مُتَوَلِّي الْقَاهِرَة بِتَسْلِيمِهِ وضربه حَتَّى يحضر المَال جَمِيعه فأهانه ورسم عَلَيْهِ. وَأخذ السُّلْطَان يَقُول لِلْأُمَرَاءِ. انْظُر مَاذَا جرى علينا من أَوْلَاد الْقُضَاة وَذكر ابْن القَاضِي الْحَنْبَلِيّ وَمَا كَانَ مِنْهُ وهم أَن يُوقع بِهِ وبابنه الْمَكْرُوه فتلطفوا بِهِ فِي أَمرهمَا. والستر على القَاضِي لكبر سنه وشهرته. فعين الْأَمِير جنكلي بن البابا لولاية الْحَنَابِلَة موفق الدّين عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الْملك الْمَقْدِسِي فَطَلَبه السُّلْطَان وخلع عَلَيْهِ مَعَ رَفِيقه. وَفِي يَوْم الْإِثْنَيْنِ ثاسع عشره: طلع الْقُضَاة الْأَرْبَعَة وقبلوا يَد السُّلْطَان وَاسْتَأْذَنَ قَاضِي الْقُضَاة عز الدّين عبد الْعَزِيز بن جمَاعَة الشَّافِعِي فِي عزل نواب الحكم فَإِنَّهُم جيعهم إِنَّمَا ولوا ببذلهم المَال الجزيل لولد القزوين وَأَنَّهُمْ قد أفسدوا فِي الْأَعْمَال فَسَادًا كَبِيرا فَأَجَابَهُ السُّلْطَان بِأَن يفعل مَا فِيهِ خلاصه من الله تَعَالَى. فَنزل ابْن جمَاعَة وَكتب

<<  <  ج: ص:  >  >>