تشاريف أَحْمَر أطلس بكلفات زركش وطرز زركش وحوائص ذهب ليخلع ذَلِك عَلَيْهِم. وَكَانَ راتب مطبخه ورواتب الْأُمَرَاء وَالْكتاب الَّذين هم على مطبخه فِي كل يَوْم سِتَّة وَثَلَاثِينَ ألف رَطْل لحم. وَكَانَت نفقات العمائر الرَّاتِب لَهَا فِي كل يَوْم ألفا دِرْهَم سوى مَا يطْرَأ. وَبَالغ السُّلْطَان النَّاصِر أخيراً فِي مشترى المماليك: فَاشْترى صرغتمس بِخَمْسَة وَثَمَانِينَ ألف دِرْهَم سوى تشريف أستاذه وَغير مَا كتب لَهُ من الْمُسَامحَة وَأما الْعشْرَة وَالْعِشْرين وَالثَّلَاثِينَ فكثير. وغلا الْجَوَاهِر واللؤلؤ فِي أَيَّامه. وبذل فِي أَثمَان الْخَيل مَا لم يسمع بِمثلِهِ. وَجمع من المَال والجواهر واللؤلؤ مَا لم يجمعه ملك من مُلُوك التّرْك قبله. وَعرفت رغبته فِي الْجَوَاهِر فجلبها إِلَيْهَا التُّجَّار من الأقطار وشغف بالسراري فحاز مِنْهُنَّ كل بديعة الْجمال. وجهز إِحْدَى عشرَة ابْنة لَهُ بالجهاز الْعَظِيم فَكَانَ أقلهن جهازا بثمانمائة ألف دِينَار: مِنْهَا قيمَة بشخاناه وداير بَيت وَمَا يتَعَلَّق بِهِ بِمِائَة ألف دِينَار وَبَقِيَّة ذَلِك مَا بَين جَوَاهِر ولألئ وأواني وَنَحْو ذَلِك. ثمَّ إِنَّه زوجهن من مماليكه: مثل الْأَمِير قوصون والأمير بشتاك والأمير ألطنبغا المارديني والأمير طغاي تمر والأمير عمر بن النَّائِب وَغَيرهم وجهز سراريه وجواريه وَمن يحسن بخاطره من النِّسَاء كل وَاحِدَة بِنَحْوِ ذَلِك وبأكثر مِنْهُ. واستجد النِّسَاء فِي أَيَّامه المقنعة والطرحة بِنَحْوِ عشرَة أُلَّاف دِينَار وَبِمَا دون ذَلِك إِلَى خَمْسَة أُلَّاف دِرْهَم والفرجيات بِمثل ذَلِك. واستجد أَيْضا فِي أَيَّامه للنِّسَاء الخلاخيل الذَّهَب والأطواق المرصعة بالجواهر الثمينة والقباقيب الذَّهَب المرصعة بالجواهر والأوطية المرصعة والأزر الْحَرِير فَكَانَت قيمَة إِزَار الْمَرْأَة من أحاد النِّسَاء ألف دِرْهَم عَنْهَا نَحْو الْخمسين دِينَارا مصرية. وَكَانَ السُّلْطَان النَّاصِر يحمل إِلَى مُلُوك الشرق من المَال مَا لَا ينْحَصر وَبِذَلِك كَانَ ينَال مقاصده مِنْهُم ويبلغ أغراضه فيهم فَإِنَّهُ كَانَ يعم نواب الْملك والخواتين بِمَا يبهرهم بِهِ من المصاغ والجواهر والقماش الإسكندري الْمُنَاسب لَهُم. وَاتفقَ أَنه جهز مرّة لأبي سعيد بن خربندا صُحْبَة الْأَمِير أيتمش المحمدي هَدِيَّة عَظِيمَة جدا فَقَالَ لَهُ الْفَخر نَاظر الْجَيْش: قد اغنى الله السُّلْطَان عَن هَؤُلَاءِ فَإِنَّهُم فِي طَاعَته عَن أَن يبْعَث لَهُم بِهَذَا المَال. فَقَالَ لَهُ: اسْكُتْ يَا قَاضِي فَخر الدّين وَالله لَو علمت الَّذِي أعلمهُ مَا قلت هَذَا. اعْلَم يَا قَاضِي أَن المَال الَّذِي أسيره إِلَيْهِ مَا يَجِيء قدر ثمن
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute