للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَرْبَعَة من الفداوية فَقبض عَلَيْهِم فاعترف أحدهم وَحكى لَهُ الْمِنْبَر بنصه فَقتلُوا وشهروا. وَأقَام رجال جوبان مُدَّة فِي طلب الفداوية فَلم يدْخل مِنْهُم أحد إِلَّا ظفر بِهِ. فَلَمَّا قدم الْمجد السلَامِي إِلَى الْقَاهِرَة وَصَحب كريم الدّين الْكَبِير واتصل بالسلطان أَقَامَهُ السُّلْطَان عينا لَهُ بِبِلَاد الشرق وَبَعثه بالهدايا والتحف. فصحب الْمجد السلَامِي جوبان والوزير ولزمهما وطالع السُّلْطَان بالأحوال. ثمَّ بعث السُّلْطَان إِلَيْهِ بعدة من الفداوية وَكَانَ من لطف الله بِهِ أَنه يَوْم قدم الْمجد السلَامِي توريز قبض بهَا على ثَلَاثَة من أَرْبَعَة من الفداوية وفر الرَّابِع الَّذِي مَعَه كتاب السُّلْطَان إِلَيْهِ. فَعُوقِبَ الثَّلَاثَة حَتَّى مَاتُوا وَلم يعترفوا بِشَيْء وَوصل الَّذِي فر إِلَى مصياف وَكتب إِلَى السُّلْطَان بِمَا جرى. فمازال السلَامِي يُقرر الصُّلْح بَين الْوَزير خواجاً عَليّ شاه وجوبان وَبَين ثمَّ حدث أَنه بَيْنَمَا قراسنقر فِي عدَّة من أُمَرَاء السَّاحِل يتصيد إِذْ وثب عَلَيْهِ من خَلفه فداوي وضربه فَوَقَعت الضَّرْبَة فِي خاصرة الْفرس ألْقى قراسنقر نَفسه إِلَى الأَرْض فَسلم وَقتل أَصْحَابه الفداوي. ثمَّ لما توجه الْأَمِير أيتمش بن عبد الله المحمدي الناصري فِي الْمرة الثَّانِيَة إِلَى أبي سعيد بعث السُّلْطَان النَّاصِر فِي أَثَره فداويين قبض على أَحدهمَا وَقتل الْأُخَر نَفسه فَلم يعْتَرف الْمَقْبُوض عَلَيْهِ بِشَيْء حَتَّى مَاتَ قتلا بِحُضُور أيتمش. وعتب جوبان على أيتمش بِسَبَب ذَلِك وَأَنه وَقع الصُّلْح على أَلا يدْخل أحد من هَؤُلَاءِ إِلَيْنَا فَاعْتَذر أيتمش بِأَن هَؤُلَاءِ إِلَيْنَا كَانُوا فداوية فقد كَانُوا فِي الْبِلَاد من قبل تَقْرِير الصُّلْح وَضمن أَن السُّلْطَان لَا يعود إِلَى إرْسَال أحد مِنْهُم فَمشى ذَلِك على جوبان وأعيد أيتمش إِلَى مصر. فَلَمَّا عَاد الْمجد السلَامِي أَيْضا بعث السُّلْطَان إِلَى مصياف بالإنكار على الفداوية فِي تَأَخّر قَضَاء شغله فأرسلوا إِلَيْهِ رجلا مِنْهُم ليقوم بِمَا يُؤمر بِهِ فَخَلا بِهِ السُّلْطَان وعرفه مقاصده وأنزله عِنْد كريم الدّين بِحَيْثُ لَا يرَاهُ أحد فَكَانَ راتبه فِي كل يَوْم خروفاً يَأْكُلهُ كُله فِي كشك من أول النَّهَار ثمَّ يَأْكُل فِي وسط النَّهَار دجاجاً أَو أوزاً أَو لَحْمًا مشوياً ثمَّ يتعشى بِثَلَاثَة ألوان من الطَّعَام وَيشْرب فِي كل يَوْم سِتِّينَ رطلا من الْخمر. فَأَقَامَ الرجل الفداوي على ذَلِك أَرْبَعَة وَثَلَاثِينَ يَوْمًا ثمَّ سَافر لقصده. وتسلم القاصد الَّذِي يدله على الْغَرِيم السكين ليعطها للرجل الفداوي وَقد ختمت. وَتوجه السلَامِي أَيْضا بهدية جليلة فوصل الْجَمِيع إِلَى الْبِلَاد. وخفي أَمر الفداوي حَتَّى كَانَ يَوْم عيد الْفطر وَدخل النَّاس يهنؤن أَبَا سعيد وجوبان وَفِيهِمْ قراسنقر ثمَّ انصرفوا بعد أكلهم إِلَى الْوَزير خواجا عَليّ شاه وأكلوا طَعَامه. ثمَّ بعث السلَامِي إِلَى الفداوي فَأحْضرهُ

<<  <  ج: ص:  >  >>