للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وَفِي يَوْم السبت رَابِع عشره: عزل الْأَمِير منجك من الوزارة وَكَانَ الْأَمِير شيخو قد خرج إِلَى العباسة. وَذَلِكَ أَن السُّلْطَان بعد توجه الْأَمِير شيخو طلب الْقُضَاة والأمراء فَلَمَّا اجْتَمعُوا بِالْخدمَةِ قَالَ لَهُم: يَا أُمَرَاء هَل لأحد على ولَايَة حجر أَو أَنا حَاكم نَفسِي. فَقَالَ الْجَمِيع: يَا خوند مَا ثمَّ أحد يحكم على مَوْلَانَا السُّلْطَان وَهُوَ مَالك رقابنا. فَقَالَ: إِذا قلت لكم قولا ترجعوا إِلَيْهِ فَقَالُوا جَمِيعًا: نَحن فِي طَاعَة السُّلْطَان وممتثلون مَا يرسم بِهِ. فَالْتَفت إِلَى الْحَاجِب وَقَالَ: خُذ سيف هَذَا. وَأَشَارَ إِلَى منجك فَأخذ سَيْفه وَأخرج وَقيد وَنزلت الحوطة على أَمْوَاله مَعَ الْأَمِير كشلى السِّلَاح دَار فَوجدَ لَهُ خَمْسُونَ حمل جمل زردخاناه وَلم يُوجد لَهُ كثر مَال فرسم بعقوبته ثمَّ أخرج إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة فسجن بهَا. وَسَاعَة قبض عَلَيْهِ رسم بإحضار الْأَمِير شيخو من العباسة على لِسَان بعض الجمدارية وإعلامه بمسك منجك. فَقَامَ الْأَمِير منكلى بغا والأمير مغلطاي فِي مَنعه من الْحُضُور ومازالا يخيلان السُّلْطَان مِنْهُ حَتَّى كتب لَهُ مرسوم بنيابة طرابلس على يَد طينال الجاشنكير فَلَقِيَهُ طينال قريب بلبيس وَقد عَاد صُحْبَة الجمدارية وَأَوْقفهُ على المرسوم فَأجَاب بِالسَّمْعِ وَالطَّاعَة وَبعث شيخو يسْأَل فِي الْإِقَامَة بِدِمَشْق فَكتب لَهُ بِخبْز الْأَمِير بلك بِدِمَشْق وَحُضُور بلك فَتوجه شيخو إِلَيْهَا وَفِيه قبض على الْأَمِير عمر شاه الْحَاجِب وَأخرج إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة وَفِيه أنعم على الْأَمِير طنيرق باستقراره رَأس نوبَة كَبِيرا وَفِيه قبص على حَوَاشِي منجك وعَلى عَبده عنبر البابا وصودر. وَكَانَ عنبر البابا قد أفحش فِي سيرته مَعَ النَّاس وشره فِي قطع المصانعات وترفع ترفعا زَائِدا. فَضرب ضربا مبرحا وَأخذ مِنْهُ نَحْو سبعين ألف دِرْهَم وَفِيه ضرب بكتمر شاد الأهراء فاعترف للوزير بِاثْنَيْ عشر ألف أردب غلَّة اشْتَرَاهَا منجك من أَرْبَاب الرَّوَاتِب وَالصَّدقَات على حِسَاب سِتَّة دَرَاهِم الأردب وَسَبْعَة دَرَاهِم. وَفِي مستهل ذِي الْقعدَة: قبض على نَاظر الدولة والمستوفين وألزموا بِخَمْسِمِائَة ألف

<<  <  ج: ص:  >  >>