للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

دِينَار. فترفق فِي أَمرهم الْأَمِير طنيرق حَتَّى اسْتَقَرَّتْ خَمْسمِائَة ألف دِرْهَم وزعها الْمُوفق نَاظر الدولة على جَمِيع المباشرين من الْكتاب وَالشُّهُود والشادين وَنَحْوهم وألزم كل مِنْهُم بِحمْل معلومه عَن سِتَّة أشهر. فَاشْتَدَّ شاد الدَّوَاوِين فِي استخراحها وأخرق بِجَمَاعَة مِنْهُم وَالْتزم علم الدّين عبد الله بن زنبور نَاظر الْخَاص والجيش بتكفية جَمِيع الْأُمَرَاء والمقدمين بِالْخلْعِ من مَاله وَقيمتهَا خَمْسمِائَة ألف دِرْهَم وفصلها وعرضها على السُّلْطَان. فَبعث السُّلْطَان بهَا إِلَى الْأُمَرَاء وركبوا بهَا الموكب وقبلوا الأَرْض فَكَانَ موكباً جَلِيلًا وَفِيه قبض على أسندمر كاشف الْوَجْه القبلي وناصر الدّين مُحَمَّد بن الدوادارى مُتَوَلِّي الْمحلة والغربية وألزم ابْن الدواداري بِحمْل مائَة ألف دِرْهَم. وَفِيه قبض على الفأر الضَّامِن وَضرب بالمقارع وَأخذ مِنْهُ جملَة مَال وسجن. وَفِي يَوْم السبت ثامنه: خلع على الْأَمِير بيبغا ططر حارس الطير وَاسْتقر فِي نِيَابَة السلطنة عوضا عَن بيبغا روس بعد مَا عرضت على أكَابِر الْأُمَرَاء فَلم يقبلهَا أحد. وتمنع بيبغا ططر تمنعاً كَبِيرا ثمَّ قبلهَا. وَفِيه اسْتَقر الْأَمِير مغلطاي رَأس نوبَة عوضا عَن طينرق. وَأطلق لَهُ التحدث فِي أُمُور الدولة كلهَا عوضا عَن الْأَمِير شيخو مُضَافا إِلَى مَا بِيَدِهِ من التحدث فِي الإصطبل. وَفِيه اسْتَقر الْأَمِير منكلى بغا الفخري رَأس المشورة أتابك العساكر وأنعم على وَلَده بإمرة. ودقت الكوسات وطبلخاناه الْأُمَرَاء بأجمعها وزينت الْقَاهِرَة ومصر يَوْم الْأَحَد تاسعه واستمرت ثَمَانِيَة أَيَّام وَفِيه قدم الْخَبَر صُحْبَة الْأَمِير طشبغا الدوادار من دمشق بِأَن الْأَمِير شيخو لما قدم دمشق لَيْلَة الثُّلَاثَاء رَابِع ذِي الْقعدَة أظهر طينال كتابا بِأَن يسْتَقرّ شيخو على إمرة بلك السلَامِي وتجهز بلك إِلَى الْقَاهِرَة. فَقدم من الْغَد الْأَمِير أرغون التاجي بإمساكه فقيد وَأخرج من دمشق. وَكَانَ شيخو لما قدم تَلقاهُ النَّائِب وَأخرج لَهُ كتاب السُّلْطَان. بِمَكَّة وإرساله صُحْبَة الْأَمِير طيلان. فَحل شيخو سَيْفه بِيَدِهِ وَقَالَ: وَأي حَاجَة إِلَى غدونا إِلَى الشَّام كفي هتكنا فِي مصر. ثمَّ قَالَ للنائب: وَالله يَا أَمِير مَا أعرف لي ذَنبا غير أَنِّي كنت جِسْرًا بَينهم أمنع بَعضهم من الْوُصُول إِلَى بعض " فقيد، وتسلمه طيلان ليسير بِهِ إِلَى مصر، وَسلم سَيْفه لطشبغا.

<<  <  ج: ص:  >  >>