للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَنه قد حدث فِي أمره حَادث. فَلم يكن غير ساعتين حَتَّى لاحت لَهُ حراقة أيدمر فَمر وَهُوَ مقلع وأيدمر منحدر إِلَى أَن تجاوزه وَهُوَ يَصِيح وَيُشِير. بمنديله فَلَا يلتفتون إِلَيْهِ. واستمرت حراقة شيخو طول اللَّيْل وأيدمر فِي أَثَره فَلم يُدْرِكهُ إِلَّا بكرَة يَوْم السبت. فعندما طلع إِلَيْهِ أيدمر وعرفه مَا رسم لَهُ من عوده إِلَى حماة وَقَرَأَ المرسوم الَّذِي على يَده وَإِذا بِالْخَيْلِ على الْبر تتبع بَعْضهَا بَعْضًا والمراكب قد مَلَأت وَجه المَاء تبادر لبشارته وإعلامه. بِمَا وَقع من الرّكُوب ومسك مغلطاي ومنكلى بغا فسر شيخو بذلك سُرُورًا كثيرا وَسَار إِلَى أَن أرسى بساحل بولاق فِي يَوْم الْأَحَد رابعه. وَكَانَ النَّاس قد خَرجُوا يَوْم السبت إِلَى لِقَائِه وَأَقَامُوا ببولاق ومنبابه. ووصلت المشاة إِلَى منية السيرج تنْتَظر قدومه. فَلَمَّا رَأَوْا الحراقة صاحوا ودعوا لَهُ وَتَلَقَّتْهُ مراكب أَصْحَابه. وَخرج النَّاس للفرجة فَبلغ كِرَاء المراكب إِلَى مائَة دِرْهَم وَمَا وصلت الحراقة إِلَّا وحولها فَوق الْألف مركب. وَركب الْأُمَرَاء إِلَى لِقَائِه وزينت الصليبة وأشعلت الشموع وَخرج مَشَايِخ الصُّوفِيَّة بصوفيتهم إِلَى لِقَائِه. فَسَار شيخو فِي موكب عَظِيم إِلَى الْغَايَة لم ير مثله لأمير إِلَى أَن صعد القلعة. وَدخل شيخو على السُّلْطَان فَأقبل عَلَيْهِ وخلع عَنهُ ثِيَاب السجْن وَألبسهُ تَشْرِيفًا جَلِيلًا وَخرج شيخو إِلَى منزله والتهاني تتلقاه. وَفِيه فرقت الْخلْع على الْأُمَرَاء وركبوا بهَا إِلَى الْخدمَة فِي يَوْم الْإِثْنَيْنِ خامسه. وَفِي يَوْم الْأَرْبَعَاء سابعه: رسم بِإِخْرَاج الْأَمِير بيبغا ططر حارس الطير نَائِب السلطنة والأمير بيغرا. فَنزل الحاحب إِلَى بَيت آل ملك بالحسينية وَأخرج مِنْهُ النَّائِب ليسير إِلَى نِيَابَة غَزَّة. وَفِيه قبض على الطّيب أحد أُمَرَاء الطبلخاناه من أَصْحَاب مغلطاي وَقيد وسجن. وَفِيه أخرج أيدغدي أَمِير آخور إِلَى طرابلس بطالا وَفِيه كتب بالإفراج عَن المسجونين بالإسكندرية والكرك

<<  <  ج: ص:  >  >>