للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَفِيه اسْتَقر سيف الدّين قطلو شاد الدَّوَاوِين أَمِير طبلخاناه كَمَا كَانَ لُؤْلُؤ مَعَ الأكوز وَقيل للوزير أَلا يفصل أمرا دونهمَا وخرحوا من الْخدمَة. فَجَلَسَ ابْن المحسني من دَاخل الشباك بدار الوزارة من القلعة تجاه الْوَزير وَأمر بِكِتَابَة كلف الدولة. وَأَقْبل النَّاس إِلَى بَاب الْأَمِير شيخو فَصَارَت أُمُور الدولة كلهَا تصدر عَنهُ حَتَّى الإقطاعات. وَفِيه رسم بِإِبْطَال المقايضات والنزولات فِي الإقطاعات فَبَطل ذَلِك بعد مَا كَانَ قد فحش الْأَمر فِيهِ وَأخذ كتاب الْجَيْش مِنْهُ مَالا جزيلا. فتعطل كتاب الْجَيْش بِسَبَب ذَلِك ولاسيما بعد أَن رسم لَهُم أَلا يَأْخُذُوا رسماً فِي كل منشور أَو محاسبة سوى ثَلَاثَة دَرَاهِم وَكَانَ رسم ذَلِك عشْرين درهما. وَفِيه اسْتَقر أَن الْوَزير والمشير وَنَحْوهمَا يحْضرُون كل يَوْم إِلَى مجْلِس الْأَمِير شيخو ويطالعونه. بِمَا تحصل وَانْصَرف ويحضر إِلَيْهِ نَاظر الْجَيْش من الأشغال مَا شَاءَ حَتَّى تعطل حكم الْأَمِير قبلاي نَائِب السلطنة. وَفِي ربيع الأول: ورد الْخَبَر بوصول الصاحب علم الدّين بن زنبور إِلَى قبرص سالما وَقد نفي إِلَيْهَا. وَفِيه رفعت يَد نَاظر الْخَاص من وقف الصَّالح إِسْمَاعِيل وفوض نظره إِلَى الْأَمِير عز الدّين أزدمر الخازندار. وَفِيه قدم الْخَبَر بوصول الْأَمِير بيبغا روس إِلَى حلب وَقَتله فَكتب إِلَى الْأَمِير أرغون الكاملي نَائِب حلب بالشكر وَالثنَاء وَعمل وَحمل اليه تشريف وَأمر أَن يعْمل الْحِيلَة فِي إِحْضَار قراجا بن دلغادر وجهز إِلَيْهِ تشريف برسمه وتقليد تقدمة التركمان فاستدعاه الْأَمِير أرغون الكاملي نَائِب حلب ليلبس التشريف السلطاني وَيقْرَأ عَلَيْهِ التَّقْلِيد بِحَضْرَة أُمَرَاء حلب فَاعْتَذر عَن حُضُوره. فَلَمَّا قدم كتاب الْأَمِير أرغون الكاملي نَائِب حلب بذلك كتب لَهُ بالركوب اليه ومحاربته فَاعْتَذر بِأَنَّهُ قد حلف لَهُ قبل ذَلِك بِأَنَّهُ إِن سير إِلَيْهِ بيبغا روس لَا يحاربه. فشق ذَلِك على الْأُمَرَاء وَكَتَبُوا إِلَيْهِ بالإنكار عَلَيْهِ وجهز لَهُ الْأَمِير عز الدّين طقطاي الدوادار وَمَعَهُ الْكتب إِلَى نواب الشَّام بنجدة الْأَمِير أرغون الْكَامِل نَائِب حلب على قتال ابْن دلغادر فَسَار طقطاي فِي يَوْم الْإِثْنَيْنِ مستهل شهر ربيع الآخر. وَفِيه انحطت رُتْبَة الشريف أبي الْعَبَّاس الصفراوي. بِمَنْع الْأَمِير شيخو لَهُ من عبوره إِلَى دَاره وصعوده إِلَى القلعة. فثار عَلَيْهِ أعداؤه ونفوه من الشّرف وشنعوا عَلَيْهِ فالتجأ الشريف أَبُو الْعَبَّاس إِلَى الْأَمِير طاز حَتَّى كف عَنهُ من يقاومه. وَفِي يَوْم الْخَمِيس رابعه: سمر عِيسَى بن حسن شيخ العايد.

<<  <  ج: ص:  >  >>