للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَفِيه أعرس الْأَمِير أَخُو طاز بابنة الْأَمِير آقسنقر أنعم عَلَيْهِ بسبعة آلَاف دِينَار ومائتي قِطْعَة قماش وَعمل لَهُ مُهِمّ جليل. وَفِيه قدم من الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة جمَاعَة يَشكونَ من قاضيها شمس الدّين مُحَمَّد بن سبع فعين عوضه بدر الدّين ابراهيم بن أَحْمد بن عِيسَى الخشاب فَلم يجب حَتَّى اشْترط أَلا يُقيم بهَا سوى سنة وَاحِدَة وَأَن تَسْتَقِر وظائفه الَّتِي بِالْقَاهِرَةِ بيد نوابه فَأُجِيب بدر الدّين إِلَى ذَلِك وَولي قَضَاء الْمَدِينَة. وعزل أَيْضا عَن قَضَاء الْإسْكَنْدَريَّة لسوء سيرته وَولي عوضه الربعِي. وَفِيه اسْتَقر صدر الدّين سُلَيْمَان بن عبد الْحق فِي نظر الأحباس عوضا عَن شمس الدّين بن الصاحب. وَفِي يَوْم السبت حادي عشر ربيع الآخر: قدمت رسل الْمُجَاهِد صَاحب الْيمن وَمَعَهُمْ ابْنه الْملك النَّاصِر وعمره إِحْدَى عشرَة سنة. فأنزلوا بالميدان وَنزل اليهم الْأَمِير طاز حَتَّى عرضت عَلَيْهِ الْهَدِيَّة ثمَّ تمثلوا بَين يَدي السُّلْطَان بهديتهم قدر سِتِّينَ رَأْسا من الرَّقِيق بَقِيَّة ثَلَاثمِائَة مَاتُوا ومائتي شاش وَأَرْبَعمِائَة قِطْعَة صيني وَمِائَة وَخمسين نافجه مسك وَقرن زباد وعدة تفاصيل وَمِائَة وَخمسين قِنْطَارًا من الفلفل وَأَشْيَاء مَا بَين زنجبيل وَعَنْبَر وأفاويه وفيل وَاحِد وَذَلِكَ سوى هَدِيَّة لكل من الْأَمِير شيخو وطاز وقبلاي نَائِب السلطنة وللوزير علم الدّين بن زنبور. فَحملت الْهَدِيَّة السُّلْطَانِيَّة إِلَى الصاحب موفق الدّين فَلم يرض الْأُمَرَاء بذلك فَإِن هَدِيَّة الْمُؤَيد للْملك النَّاصِر مُحَمَّد بن قلاوون كَانَ فِيهَا قدر ألفي شاش. وَمَعَ ذك فَإِنَّهُ أنْفق على الرُّسُل مُنْذُ قدمُوا عيذاب إِلَى وصلوا إِلَى الميدان نَحْو مِائَتي ألف دِرْهَم وخلع على الْجَمِيع وتقرر لَهُم فِي كل يَوْم خَمْسمِائَة دِرْهَم وَلم يبْق أحد من الْأُمَرَاء حَتَّى عمل لَهُم ضِيَافَة. وَفِي يَوْم الْجُمُعَة سَابِع عشره: صلى قَاضِي الْقُضَاة عز الدّين عبد الْعَزِيز بن جمَاعَة بالسلطان الْجُمُعَة على الْعَادة ثمَّ اجْتمع بالسلطان وَعِنْده الْأَمِير شيخو واستعفي من الْقَضَاء فَإِنَّهُ عزم على الْحَج والمحاورة وَاعْتذر بكبر سنه. فَلم يجب إِلَى ذَلِك فَمَا زَالَ يتلطف ويترفق حَتَّى - أُجِيب بِشَرْط أَن يعين للْقَضَاء من يختاره. فعين صهره وخليفته

<<  <  ج: ص:  >  >>