للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

على الحكم قَاضِي الْعَسْكَر تَاج الدّين مُحَمَّد بن إِسْحَاق الْمَنَاوِيّ فولاه السُّلْطَان الْقَضَاء وَأشْهد عَلَيْهِ بذلك فِي غيبته وانفضوا على ذَلِك. فَامْتنعَ الْمَنَاوِيّ من الْقبُول فَمَا زَالَ بِهِ قَاضِي الْقُضَاة عز الدّين حَتَّى قبل فِي يَوْم السبت ثامن عشره. وَولي الْمَنَاوِيّ سهاب الدّين أَحْمد بن يُوسُف بن مُحَمَّد الْحلَبِي الْمَعْرُوف بِالسِّين وَغَيره فبادر النَّاس للسعي فِي وظائفه وَكَانَت جليلة وَكتب الْمَنَاوِيّ لبهاء الدّين أَحْمد بن تَقِيّ الدّين بن عَليّ بن السُّبْكِيّ بِقَضَاء الْعَسْكَر. وَمَا أذن عصر يَوْم السبت حَتَّى اجْتمع عِنْد الْأَمِير شيخو نَحْو سِتِّينَ قصَّة رفعت اليه بالسعي فِي وظائف الْمَنَاوِيّ فَقَامَ قَاضِي الْقُضَاة جمال الدّين عبد الله الْحَنَفِيّ وقاضي الْقُضَاة موفق الدّين عبد الله الْحَنْبَلِيّ فِي عود ابْن جمَاعَة إِلَى الْقَضَاء ومازالا بالأمير شيخو حَتَّى بعث بالأمير عز الدّين أزدمر الخازندار إِلَيْهِ فتلطف بِهِ إِلَى أَن أجَاب إِلَى استقراره فِي الْقَضَاء على عَادَته وَأَنه يتَوَجَّه إِلَى الْحجاز ويستخلف على الحكم والأوقاف إِلَى أَن يعود أَو تُدْرِكهُ الْوَفَاة. فاستدعي ابْن جمَاعَة فِي يَوْم الْإِثْنَيْنِ خَامِس عشريه وجددت لَهُ ولَايَة ثَانِيَة وخلع عَلَيْهِ وَنزل فِي موكب عَظِيم إِلَى دَاره. وَفِي يَوْم السبت: الْمَذْكُور توجه عز الدّين أيدمر السناني إِلَى الشَّام وَقدم الْأَمِير طقطاى الدوادار من حلب وَقد ألزم الْأَمِير أرغون الكاملي نَائِب حلب حَتَّى سَار لِحَرْب ابْن دلغادر وَأَتَاهُ نواب القلاع حَتَّى صَار فِي عشرَة آلَاف فَارس سوى الرجالة والتركمان. وَنزل الْأَمِير أرغون الكاملي على الأبلستين فنهبها وهدمها وَتوجه إِلَى قراجا بن دلغادر وَقد امْتنع بجبل عَال فقاتلوه عشْرين يَوْمًا فَقتل فِيهَا وجرح عدد كثير من الْفَرِيقَيْنِ. فَلَمَّا طَال الْأَمر نزل إِلَيْهِم قراجا بن دلغادر وَقَاتلهمْ صَدرا من النَّهَار قتالا شَدِيدا فاستمر الْقَتْل فِي تركمانه وَانْهَزَمَ إِلَى جِهَة الرّوم فَأخذت أَمْوَاله ومواشيه. وَصعد الْعَسْكَر إِلَى جبل فوجدوا فِيهِ من الأغنام والأبقار مَا لَا يكَاد ينْحَصر فاحتووا عَلَيْهَا بِحَيْثُ ضَاقَتْ أَيْديهم عَنْهَا وأبيع الرَّأْس من الْبَقر بِعشْرين إِلَى ثَلَاثِينَ درهما وَالرَّأْس من الضان بِثَلَاثَة دَرَاهِم والإكديش من أَرْبَعِينَ إِلَى خمسين درهما. وسبيت نساؤه وَنسَاء تركمانه وَأَوْلَاده وبيعوا بحلب وَغَيرهَا بالهوان فَكَانَت خِيَار بَنَاته تبَاع بِخَمْسِمِائَة دِرْهَم وظفروا بدفائن فِيهَا مَال كَبِير. وَفِي هَذَا الشَّهْر: أعلن بعض النَّصَارَى الواردين من الطّور بالقدح فِي الْملَّة الإسلامية فأحضر إِلَى القَاضِي تَاج الدّين الْمَنَاوِيّ وَسَأَلَهُ الْمَنَاوِيّ عَن سَبَب قدومه فَقَالَ: جِئْت أعرفكُم أَنكُمْ لَسْتُم على شَيْء وَلَا دين الا دين النَّصْرَانِيَّة وَمَا قلت هَذَا

<<  <  ج: ص:  >  >>