للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَكَثْرَة جمعهم فَبعث يعرفهُمْ أَن هَذِه الْبِلَاد قد أقطعها لَهُ السُّلْطَان فَردا عَلَيْهِ جَوَابا جَافيا. فَكتب إِلَيْهِمَا الْأَمِير أرغون الكاملي نَائِب حلب يعتب عَلَيْهِمَا فَلم يذعنا لَهُ فَكتب إِلَى السُّلْطَان والأمراء بذلك فَكتب إِلَيْهِمَا بالقدوم إِلَى الحضرة فاعتذرا عَن الْحُضُور. فَتوجه الْأَمِير قشتمر الحاحب لإحضار الْجَمِيع على الْبَرِيد فِي نصف شعْبَان فَلم يوافقاه وأجابا بالاعتذار فَعَاد قشتمر. وَقدم عمر بن مُوسَى بن مهنا بِهِ بقوده وسعى فِي الإمرة فأدركه سيف بن فضل بعد حُضُور الْأَمِير قشتمر وسعى حَتَّى اسْتَقر على إمرته شَرِيكا لعمر بن مُوسَى. وَفِيه أَيْضا كثر عَبث العربان بِبِلَاد الصَّعِيد وقووا على المقطعين وَقَامَ من شيوخهم رجل أحدب فَجمع جمعا كَبِيرا وَتسَمى بالأمير. فَقدم الْخَبَر فِي شعْبَان بِأَنَّهُم كبسوا نَاحيَة ملوى وَقتلُوا بهَا نَحْو ثَلَاثمِائَة رجل ونهبوا المعاصر وَأخذُوا حواصلها وذبحوا أبقارها وَأَن عرب منفلوط والمراغة وَغَيرهم قد نافقوا وَقَطعُوا بعض الجسور بالأشمونين. فَوَقع الِاتِّفَاق على الرّكُوب عَلَيْهِم بعد تخضير الْأَرَاضِي بالزراعة وَكتب إِلَى الْوُلَاة بتجهيز الإقامات. وَفِي يَوْم السبت سَابِع عشرى جُمَادَى الْآخِرَة: عمل الْأَمِير طاز وَلِيمَة عَظِيمَة بداره الَّتِي عمرها بِرَأْس الصليبة عِنْدَمَا كملت حضرها السُّلْطَان وَجَمِيع الْأُمَرَاء فَلَمَّا انْقَضى السماط قدم الْأَمِير طاز للسُّلْطَان أَرْبَعَة أرؤس خيل مسرجة ملجمة بسروج ذهب وكنابيش ذهب مطرز وَلكُل من الأميرين شيخو وصرغتمش فرسين وَلمن عداهما من الْأُمَرَاء كل وَاحِد فرسا وَلم يعْهَد قبل ذَلِك أَن أحدا من مُلُوك التّرْك بِمصْر نزل إِلَى بَيت أَمِير. وَفِيه ورد كتاب الْأَمِير أيتمش نَائِب طرابلس وَمَعَهُ محْضر ثَابت على قاضيها يتَضَمَّن أَن امْرَأَة من أهل طرابلس اسْمهَا نفيسة جميلَة الصُّورَة تزوجت بِثَلَاثَة أَزوَاج وَلم يقدر وَاحِد مِنْهُم على بَكَارَتهَا من غير مَانع مِنْهُم وظنوا أَنَّهَا رتقاء وطبقوها وَاحِدًا بعد وَاحِد. فَلَمَّا بلغت خمس عشرَة سنة غر ثدياها واعتراها النّوم لَيْلًا وَنَهَارًا وَصَارَ يخرج من فرجهَا شَيْء قَلِيلا قَلِيلا إِلَى أَن تشكل مِنْهُ ذكر صَغِير وأنثيين فكتمت أمرهَا إِلَى أَن خطبهَا رجل رَابِع وَلم يبْق إِلَّا العقد عَلَيْهَا فأطلعت أمهَا على أمرهَا فاشتهر ذَلِك بطرابلس وَأعلم بِهِ الْأَمِير أيتمش النَّائِب فَكتب بِهِ محضراً وجهزه إِلَى السُّلْطَان. وبرز الْمَذْكُور بَين النَّاس وَتسَمى عبد الله وَسَار إِلَى دمشق ووقف بَين يَدي نائبها أَمِير عَليّ فَسَأَلَهُ عَن حَاله فَأخْبرهُ. بِمَا ذكر فَأَخذه الْحَاجِب كجكن عِنْده وَأخْبر أَنه احْتَلَمَ ثَلَاث مَرَّات مُنْذُ صَار ذكرا فِي مُدَّة سِتَّة أشهر. ثمَّ نَبتَت لَهُ لحية سَوْدَاء وَصَارَ

<<  <  ج: ص:  >  >>